يشكل غياب اهتمام الجهات الحكومية بذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة الطائف معاناة دائمة للأسر، وذلك في ظل غياب الاماكن المخصصة لقضاء اوقات فراغهم بعد أن خلت الحدائق والمجمعات التجارية من مواقع لهم وألعاب تتناسب مع حالاتهم الجسدية، ما يضفي بعضا من السعادة على نفوسهم، بعد أن أكد المختصون أن ذلك يعد جزءا من العلاج. ويشير سعد المالكي ـ ولي أمر طفل ـ أنه يواجه الكثير من المشاكل عند الخروج للمنتزهات أو الأسواق والحدائق العامة فلا توجد ألعاب مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة فعلى سبيل المثال «المراجيح» صممت للمعافين ولكن لم تخصص للمعاق أو أطفال الشلل النصفي أو غيرها من الإعاقات، العاب يستطيعون اللعب فيها ولو لبعض الوقت وهذا من ابسط حقوقهم، وأضاف: يجب ان يكون هناك اهتمام في الحدائق بتخصيص موقع للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فالكثير من الاسر تقوم بنقل أبنائهم في العربات المتحركة من المنزل الى السيارة ويبقون لوقت طويل على تلك العربة في الحدائق، مناشدا الجهات ذات العلاقة باستحداث ألعاب تتناسب مع عقلياتهم، يستطيعون من خلالها تفريغ طاقاتهم بإضفاء شيء من الفرح والسعادة ولو لبعض الوقت بدلا من حرمانهم داخل المنزل وخارجه. واعتبر الشاب عبدالعزيز النفيعي أن تخصيص ممرات لذوي الاحتياجات الخاصة ومسارات في الاسواق او الحدائق خطوات جميلة تبنتها الامانة وبعض الجهات الحكومية المختلفة، لافتا إلى ضرورة الاهتمام بتخصيص مواقع للشباب المعاقين أو المكفوفين أو حتى المقعدين تراعي ظروفهم وتلبي رغباتهم وأسرهم بدلا من تكبيلهم بالقيود وبقائهم مقعدين على عربات متحركة. ويضم الشاب مقرن العتيبي صوته إلى صوت الكثيرين من أطفال التوحد مطالبا بتوفير مواقع في الحدائق العامة وفي المهرجانات الاخرى بهدف الاستمتاع مع اقرانهم بدلا من البقاء بمفردهم في عزلة عن الاخرين دون اهتمام. ويرى المواطن عايض المطيري أن ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون لرعاية واهتمام وتوفير كافة الخدمات لهم في الحدائق والاسواق، ناهيك عن احتياجهم لذلك في الشوارع، مطالبا بنشر ثقافة احترام حقوق المعاق في كافة الاماكن ويجب توفيرها لهم، ورغم ان هناك جهات حققت لهم بعض الشيء ومنها المرور بوضع بعض الخدمات في الاقسام تراعي ظروفهم كذلك تخصيص مواقف للسيارات في بعض القطاعات مثل المستشفيات وغيرها لكن للاسف البعض من ضعاف النفوس يتعدون على حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة دون وازع من ضمير أو اكتراث بهم. ويؤكد الشاب محمد الربيعي أن الكثير من الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة حققوا مراكز متقدمة في العديد من المسابقات ولعل القائمين على مراكز التاهيل يدركون ويؤكدون ذلك، وهذا يعني ان الاهتمام بالشباب امر مطلوب ويجب ان تتكاتف الجهات الحكومية لتوفير المواقع الخاصة في الاحياء من خلال التجهيز للحدائق للاستفادة منها لهذه الفئة الغالية على قلوبنا والذين يستطيعون من خلال هذه التجهيزات والاهتمام اثبات وجودهم واحساسهم بوجودهم كعناصر فاعلة في الحياة بدلا من تهميشهم. من جهته، أوضح لـ«عكاظ» المتحدث الرسمي لأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم أن الامانة خصصت لهم ممرات في الاسواق والحدائق وتقيم لهم فعاليات في الرسم وهناك دعوات تقدم لهم للمشاركة في الكثير من فعاليات الامانة، فهم فئة غالية على الجميع ليس فقط على اسرهم. وعن تحديد ألعاب تتناسب مع ظروفهم ووضعهم الجسدي، وعد اسماعيل بدراسة اقتراح «عكاظ»، لافتا أن الأمانة لا تتأخر عن تقديم المساعدات في حالة دراسة الأمر وإثبات جدواه.