أنهت وحدات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) والقوات الخاصة البريطانية، عملياتها رسمياً في أفغانستان امس، استعداداً لبدء انسحاب تدريجي يستكمل بحلول نهاية هذا العام. وتسلم الجيش الأفغاني القاعدتين العسكريتين الأكبر للقوات الأجنبية في هلمند جنوب غربي البلاد وآلت اليه بالتالي، مهمة حفظ الأمن في المنطقة. وفي احتفال رمزي، أنزل العلمان الأميركي و»الأطلسي» من قاعدة «كامب ليذرنيك»، فيما انزل البريطانيون علمهم من قاعدة «كامب باستيون» المجاورة، وبقي العلم الأفغاني في القاعدتين. ويعتبر إنهاء القوات الأجنبية عملياتها في هذه الولاية الحساسة اختباراً مهماً لقدرة القوات الأفغانية على حفظ الأمن ومواجهة «طالبان». ويأتي ذلك بعد 13 سنة من التدخل الأجنبي الذي اطاح نظام «طالبان»، وشكل أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة في الخارج. ولم يعلن عن توقيت محدد لانسحاب القوات الأجنبية من القاعدتين، لأسباب أمنية. وكانت قاعدة «المارينز» تضم 4500 عسكري وستتحول إلى مقر لقوة تابعة للجيش الأفغاني ستتولى مهمة الأمن في هذه الولاية حيث لا تزال تنتشر في أطرافها فلول تابعة لـ«طالبان» كما أنها مركز لزراعة ما بين 80 و90 في المئة من الأفيون المصدّر من أفغانستان. ورداًً على مخاوف تتعلق بقدرة القوات الأفغانية على التصدي لـ «طالبان» من دون دعم استخباراتي وجوي من الولايات المتحدة وحلفائها، أشار مسؤولون في التحالف الدولي إلى أن القوات الأفغانية صمدت خلال موسم القتال هذا الصيف ولم تخسر أراضي مهمة. وقال البريغادير جنرال دانيال يو قائد القوة الأجنبية في جنوب غربي افغانستان: «أنا متفاءل بحذر بأن الأفغان سيستطيعون المواصلة بأنفسهم». وقال الجنرال سيد ملوك الذي يتولى قيادة القوات الأفغانية في المنطقة وسيقيم مقره العام في القاعدة، ان المعسكر الشاسع سيصبح مركزاً للتدريب العسكري وسيؤوي 1800 جندي في الجيش الأفغاني. وأضاف ملوك: «انا واثق من انه سيكون في إمكاننا الحفاظ على الأمن». وعلق على مغادرة قوات حلف شمال الأطلسي، بالقول: «انا سعيد وحزين في الوقت ذاته، سعيد لأنهم سيعودون الى ديارهم، وحزين لأنهم اصدقائي». وبعد «كامب ليذرنيك» و«كامب باستيون»، ستكون قندهار وبغرام وهيرات ومزار الشريف، اهم قواعد الحلف الأطلسي التي ستسلم الى القوات الأفغانية. وبعد استكمال انسحاب 40 الف جندي اجنبي من افغانستان نهاية هذا العام، ستبقى قوة من حوالى 12 الف جندي، بينهم 9800 اميركي، في اطار مهمة مساندة وتدريب الجيش الأفغاني والتي سيطلق عليها اسم «الدعم الحازم».