×
محافظة المنطقة الشرقية

"أمانة الرياض" تغلق حفرة مكشوفة بجوار مدرسة بطويق (صور)

صورة الخبر

الدين يهيمن على السياسة ام السياسة هي التي تهيمن على الدين ؟ وهل الهيمنة فعل مؤقت ام مستمر ؟ ومن بلاد الاسلام اليوم ما يكاد يكون لها تاريخ سياسي وليس لها تاريخ ديني أو بمعنى أدق ان مقتضيات السياسة هي من تحدد مكانة الدين في المجتمعات ، فالسياسة هي التي تجعل الدين قضية ارهاب او مشروع اعتدال ، او تراثا انسانيا تجاوزه الحاضر ، فالاسلام كفعل واقع اصبح لدى العديد من البلدان العربية سلاح السياسة وصدر العدو المطلوب اختراقه برصاصات السياسة، فلا صراع الا بدين ولا سلام الا بسياسة، وهنا لا احد يستطيع ان يبعد الدين عن الحياة الا بصراع أي ان يقدم مشروع الهمينة السياسية على الدين ، بلغة معاصرة يتحدث بها الجميع باسم الدين لتحقيق اغراض سياسية . الاخوان المسلمون يرون تقديم الحرية السياسية على العقيدة لخدمة الدين أي تقديم تنازلات للسياسة لكسب السياسة على حساب الدين كحال جماعة النهضة في تونس ، اما اذا انعدمت الفرصة السياسية اصبح الدين مقدماً لديهم على السياسة ، كحركة الاخوان في مصر ودول الخليج ، وهذا ما جعلهم في كثير من الاطروحات يقتربون من فكر الجماعات المتطرفة مثل تصريح يوسف القرضاوي بأن البغدادي زعيم داعش كان اخوانيا ليكسب لجماعته ذخرا شعبيا يقاوم السياسة من أجل الدين.. جماعة الاخوان تقدم لنا لغة معاصرة للفتوى السياسية وليست الدينية ، فأغلب العامة مسيسون بطريقة متطرفة وهؤلاء هم من وضع حدا فاصلا بين الفتوى الدينية التي لا تخضع لاعتبارات السياسة والفتوى السياسية التي تحرم المشاركة الشعبية في القرار وبنفس الوقت تطالب بها، تحرمها باسم الدين وتطالب بها باسم السياسة وهنا تجد قبولا شعبيا ان حرمت وكذلك تجد قبولا شعبيا ان اباحت، فجمهور التطرف لا يقبل الا الافكار المتطرفة، التي تغذي غضبه بدعوات الانكار لكل دعوة مخالفة حتى وان كان برهانها ثابتا في صميم الدين . أصحاب توجهات الدين السياسي هم المتسيدون على زوايا المشهد وهؤلاء يملكون لغة الشارع ويخاطبون بها الجماهير المنزعجة بعمائمهم الدينية، فلا قوة لهم الا قوة الازعاج والتثوير والغضب، فجماهيرهم تطلب الدم ولا تريد الخبز، فهم يعلمون ان قوتهم مرتبطة بغضب الجمهور وليس بوقار الدين وطهارته وبراهينه المقدسة، ولذا هم شديدو العداوة لكل طالب علم يفسر الوقائع بدين ، وسحبوهم لغضب الجمهور لكي يلعنهم بلغة الشارع ويتهمهم بالتخوين .. فهيمنة السياسة على الدين جاءت من مشايخ الاسلام السياسي وليس من المؤسسات العسكرية أو الدكتاتوريات العلمانية ، فهؤلاء موقفهم من الدين معروف مسبقا . المملكة بلد عقيدة تاريخها يقدم العقيدة على كل اعتبار سياسي او تاريخي ، فقدمت الدرس الديني كأطار يحمي عقيدة المسلم ويضع مسارات شرعية للتعامل مع المختلفين معها بالعقيدة ، فالدين بها هوية وليس خطابا تعبويا يخدم اهداف جماعة سياسية في كل مرحلة لها هوية مختلفة فمرة ديمقراطية وأخرى دينية وثانية علمانية الى حين، ففكرة هيمنة السياسة على الدين او العكس فكرة غير موجودة في واقعنا ، لاننا دولة لها هوية اسلامية معبر عنها بالخطاب الذي يخدم هويته ولا يتجاوزها ، وتبقى العلة كيف نسقط مشايخ الاسلام السياسي من منصة الخطابة الشعبية بالدين والشرع ؟