عِــدة صحف سعودية بَـشّـرت قراءها الأسبوع الماضي بالـحَـمْــل الثاني لـزوجة (الأمير وِلْـيَـام حَـفِـيْــد ملكة بريطانيا)، طبعاً فَـعَـلَــت ذلك باعتبار أن السعوديين بلهفة وشَــوق ينتظرون ذاك النبأ السّـعيد!! رأيت هذا (الخبر)، وكانت مشاعري في حِـيْـرَةٍ من أمرها هل تبادر إلى الضحك أم تجنح صَــوب البكاء؟! فَـطَـرح مثل تلك الأخبار السطحية يكشف حال بعض صُـحـفـنا التي ما زالت تدور في فَـلَـك الماضي، عندما كانت تُـزَيّـن صدر صفحتها الأخيرة بصورة إحدى الجميلات؛ بحثاً عن الانتشار ولَـفْـت انتباه القارئ!! نعم في عصر الثورة المعلوماتية؛ وفي ظِـل الثقافة التي أصبح يتمتع بها المجتمع السعودي ما زالت طائفة من الصحف تجتر أساليب الماضي وأدواته!! وهنا الواقع ينطق بِـ قَـد حَـان الوقت لتعيد (صحافتنا) حساباتها وتواكب لغة العصر واهتمامات المجتمع في موادها وأساليب نشرها! وبما أنّ (الخبر، أيّ خبر) أصبح مُـشَـاعَـاً بين أيدي الجمهور بالصوت والصورة لحظة وقوعه عبر برامج ومواقع التواصل الاجتماعي الحديثة، أجزم أن التقارير الميدانية واللقاءات الحوارية هي المَـسَـاحَـة التي يمكن أن تَـتَـنفّـس من خلالها الصحف لِـتبقى على قَــيد الحياة!! وهذا يتطلب تجاوز محطة الاعتماد على الصحفيين المتعاونين الذين أغلبهم يعتمد في مواده التحريرية على ما يحمله البريد الإلكتروني لإدارات العلاقات العامة والإعلام في الوزارات والمؤسسات الحكومية من أخبار، والبحث عن كوادر شابة مؤهلة تهجر المكاتب، وتؤمن حقيقة بأن الصحافة مهنة المتاعب!! أولئك واجبهم التنقيب عن هموم الناس واحتياجاتهم في المدن والقرى، وكذلك محاولة الكشف عن صور القصور والفساد في المؤسسات الخدمية؛ فالتقارير والتحقيقات الاستقصائية والميدانية، وكذا قِـصـص ما وراء الأحداث هي النوافذ التي يمكن للصحف أن تصل بها للقارئ وليس خَـبَـر حَـمْـل (السيدة كِـيْـت ميدلتون) زوجة ( المدعو وِلْـيَـام) ! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain