بعد أن تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا في المملكة 244 مصابا وارتفاع عدد الوفيات، وظهور 12 حالة في الإمارات، وظهور حالات أخرى في ماليزيا وغيرها من الدول، كنتيجة طبيعية لخارطة تحرك الفيروس الذي ينتقل بالصدفة والعدوى، ولا يمكن الحد من انتشاره إذا ما بدأت خارطته بالتمدد جغرافيا عبر الحدود، ولطالما خسر الإنسان معركته مع الفيروسات منذ اكتشاف أول فيروس في العالم في العام 1884م، أو اكتشاف أول فيروس يصيب الفقاريات وهو فيروس القدم والفمfoot and mouth disease virus في العام 1898م، وأعقبها اكتشاف أول فيروس يصيب الإنسان وهو فيروس الحمى الصفراء yellow fever virus، وخاض الإنسان منذ ذلك الحين معركة شرسة مع الفيروسات. ودائما كانت الفيروسات تتقدم بخطوة أو بخطوات على كل البحوث والدراسات والمضادات التي ينجزها الإنسان رغم كل التقدم العلمي الذي شهدته البشرية؛ لأن الفيروسات تملك قدرة فائقة على التحور والتطور وتغيير أشكالها ومستقبلاتها، وإذا ما تم اكتشاف علاج مضاد لأي نوع منها، فإنها سرعان ما تتحور وتطور نفسها إلى نوع جديد ومتطور ومقاوم للعلاج المضاد المكتشف، ويدخل العالم في حرب جديدة مع النوع الجديد لا يتم اكتشاف علاج له إلا بعد أن يفتك بمئات أو بآلاف الضحايا. ووزارة الصحة مطالبة الآن بتسخير كل إمكاناتها لعزل الفيروس وتحديد خريطته الجينية وإنتاج مصل مضاد يحد من نشاط الفيروس ويوقف انتشاره، ولا نقول القضاء عليه، لأن القضاء عليه أمر غاية في الصعوبة وقد تمضي سنوات دون أن نتمكن من إنتاج مضاد حيوي يمكنه القضاء على أي فيروس. وقد أحسنت الوزارة بالتوجه للتعاقد مع شركات عالمية للعمل على هذا الموضوع، وعليها الاستفادة من الكوادر الوطنية في جامعاتنا والتي برزت عالميا وإفساح المجال لها للمشاركة في مكافحة الفيروس وتوفير كل الإمكانيات لها، هذه حرب، ولابد أن نملك كل أدواتها لننتصر فيها.