البدايات تكون أجمل وأصدق وأعذب وأكثر حماسة وأقوى رغبة في الإنجاز والتقدم والإبداع. بدايات العلاقات متفائلة، وأول الحب لذيذ وكله جموح وجمال، وبزوغ الفكرة المبدعة نشوة وسعادة، وأول قرار في عمل أو مشروع طاقة وتجدد واندفاع، وخطوات أول أي طريق ثابتة بها جسارة وطموح. إن للبداية فوحاً خاصاً وشذى لمعنى مختلف ومتفرد، ومع تلك الافتتاحية لجل أمورنا نحتاج أن نجدد عقداً مع الأمل وعلى ضوء هذا الهاجس لنتساءل الآن: ما هو مسك البداية؟! أصدقكم القول أخذت الحيرة مني كل مأخذ ما أن وجدت شعاع هذا السؤال ساطعاً في سماء الفكر ولاسيما أني لم أجد له كلاماً يصفه أو يفسره أو يجيب عنه حد أني ضخمت الوضع واعتبرت جوابه هدفاً فبالغت في البحث عن الحل حتى أني استشرت من توسمت فيهم رجاحة عقل أو بلاغة وفصاحة أدبية وفكرية، وما بين الاعتقاد بصعوبته واعتبار أنه خاضع لفروق فردية بين الأشخاص أعود أنا أدراج فكري أجر أذيال الخيبة، أحدث نفسي كل مرة وإن كان لا حياة لمعنى أناديه ولكن يحدوني أمل وثقة بوجود رد سأكتبه بإيجاز أو تفصيل، بلغة الشعر أو النثر، وظلت المعاني تترنح في رأسي، طموحي كان يلح علي أن أعرف ما هو مسك البداية الذي سيعطرها قبل قليل أو كثير الكلام أو الوصف أو الإحساس أو الأفعال. .. مسك بداية الكلام يا رفاق (بسم الله الرحمن الرحيم) وبسم الله لنبدأ مشواراً جديداً مادامنا قد منحنا مهلة جديدة منّ بها رب العالمين علينا فأبقانا لنشهد عاماً آخر ومتعنا إلى أن حل بقوتنا وعقولنا وصحة أبداننا، وأدام علينا السلام والأمان في أنفسنا وأوطاننا، والله نسأل أن يحقق لنا آمالنا وأحلامنا ويرزقنا سعادة ويبارك في أوقاتنا ويعيننا على ما لا طاقة لنا عليه بحولنا وقوتنا. .. بسم الله الرحمن الرحيم بسملة تيسر كل عسير وتطمئن بها النفوس، وهي خير ما يبدأ به كل أمر، نسمي الله ونخطط لسنتنا الجديدة ونضع أهدافاً ونخطط لقادم يكون الأجمل والأنفع – بإذن الله. .. تذكر أنك منحت فرصة جديدة لا تضيعها وتجعلها تذهب سدى، ولا تستقبلها بعشوائية وتخبط يشبه سابقتها ربما. .. سم الله وارجع لنفسك وقوم فيها سلوكاً وأداءً وشعوراً وطموحاً كحق لها عندك، وصل رحمك، وأحسن في الله ظنك، ونظف قلبك، وفكر بعمق قبل قولك وفعلك، وما بقي لك عندي أنا إلا أن أقول: كل عام وأنت بخير وسعادة وعلى طاعة لربك.
