على الرغم من تأهله لكأس العالم للأندية خمس مرات كأكثر الفرق العربية مشاركة في البطولة العالمية يرفض رئيس النادي الأهلي المصري السابق حسن حمدي إطلاق لقب (العالمي على فريقه) في وقت تعتبر بعض أنديتنا أحقيتها بهذا اللقب بعد مشاركة واحدة فقط.. يقول حمدي :”من غير المعقول إنه إذا وصلنا لكأس العالم ولعبنا فيه صرنا عالميين.. فعلا نحن وصلنا للكأس ولكن مازلنا بعيدين عن العالمية”.. ويتابع :”صحيح فزنا بكأس أفريقيا وحصلنا على فرصة اللعب مع الفرق العالمية ولكن لم نصل للعالمية بعد.. ولايمكن أن نقول إننا فريق عالمي”. وأمام ذلك يؤكد المحـلل الريـاضـي الدكتور مدني رحيمي على أن المشكلة التي أتعبت اللاعبين والجمهور هو الهوس بالألقاب لدرجة تنسي الجميع الهدف الأساسي منها.. مشددا على أنه :”يجب أن يكون الهدف الأساسي لجميع الأندية هو الفوز بكأس آسيا ولكن الأمر تغير وبات الهدف هو اللعب في كأس العالم للأندية ليطلق عليه لقب عالمي”. ويضيف :”الهوس بالألقاب لايوجد إلا لدينا في السعودية، فالأهلي المصري لعب في كأس العالم للأندية خمس مرات ومع ذلك هم لايطلقون عليه لقب العالمي، وكذلك السد القطري تأهل للبطولة وحقق المركز الثالث فيها ومع ذلك لايلقبونه بالعالمي”. ويشدد رحيمي على أن هناك من يعتبـر اللعـب في كـأس العالم فرصة لاتعوض وهــدف أساسي للحصــول علـى المزيد من الألقاب التـي لاتســمن ولاتغنـي من جوع ولانسمع بها إلا لدينا حتى على مستوى اللاعبين فللأسـف لدينــا مشكلة كبيرة في الألقاب والمغالاة فيها لدرجة أتعبت اللاعبين وشتت تفكيرهم في الملعب مع أنها كلها مجرد (كلام فاضي) ولا قيمة له في الملعب”. ويتهم الدكتور رحيمي الإعلام بالتسبب في هذا الأمر من خلال تركيزه على هذه الألقاب وكأنها حق مكتسب لناد دون غيره. ويضيف :”يحق لكل من يلعب في كأس العالم للأندية أن يطلق عليه لقب عالمي، فهي ليست حكرا لناد على آخر.. تماما عندما يطلق لقب مدرب عالمي على كل مدرب درب في كأس العالم أو كل هدف سُجل في كأس العالم.. ولكن لايجب أن يكون كل تفكير الأندية على هذا الأمر لأنه يسبب لها الكثير من المشاكل النفسية”. إرضاء للجماهير يشدد المشرف على كرة القدم بالنــادي الأهلي طارق كيال على أن هوس الجماهير بالألقــاب هــو مايزيد الضغوط على إدارات الأندية واللاعبين، والهدف كلـه التخلـص من عقدة تفوق الخصم عليها.. الكل يريد اللعب في كأس العالم ليكــون عالميــا متناسـيا أهميـة الفوز بكأس القارة كهدف أهم.. ويقول :”كل الأندية تضع لها أهدافا وأهمها الحصول على كأس دوري أبطال آسيا بهدف اللعب في كأس العالم للأندية لكي يحقق مركزا متقدما على مستوى العالم ويفاخر به الفرق الأخرى ويتفوق عليها.. باتت كأس آسيا طموحاً ولكن الطموح الأهم هو اللعب في كأس العالم للأندية واللعب أمام فرق كبيرة مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونح فهي فرصة لاتعوض”. ويضيف :”مثل هذه الضغوط والألقاب هي جماهيرية بالدرجة الأولى ولاعلاقة لها بالإنجازات.. مشكلتنا التنافس الجماهيري وهي ليست ألقابا حقيقية ولاقيمة لها”. ويشــدد لاعـــب النادي الأهلي السابق علـى أن الضغـوط الجمـــاهيرية هي وراء كل مايحدث.. ويضيف “تماما كما هو الحال بين جمهور الهلــال والنصـر.. فـــالنصـراويون يعيبون على الهلاليين أنهم لعبوا في كأس العالم وهم لا، لهذا صار تحقيق هذا الأمر هدف الهلال الأكبر، فهم سبق أن حققوا دوري أبطال آسيا ولكن لم يشاركوا في البطولة العالمية لهذا لايهتمون بما حققوا من ألقاب ودائما مايردد النصراويون (العالمية صعبة قوية) في وقت نجد جمهور الاتحاد لايعيب على الأهلي ذلك بل يركزون على أن لهم 30 سنة لم يحققوا بطولة الدوري، فكل جمهور يبحث عما يغيظ الآخر ليعيب عليه فيه”. ويضيف :”يجب على الإدارة المحترفة ألا تهتم بهذه الأمور وتعمل لإعداد فريقها للفوز بالبطولات وسط الملعب لاخارجه”. تغطية الإخفاق يرى المدرب الوطني والمحلل الرياضي عبدالعزيز الخالد على أن بعض إدارات الأندية تركز على الألقاب الرنانة بهدف إلهاء جماهيرها عن إخفاقها في الفوز بالبطولات، مشددا على أن المهم يجب أن يكون الفوز باللقب حتى ولو يكن مقروناً باللعب فــي كأس العالم، فالمهـــم أن تكون بطلا لآسيا.. ويقول :”يجــب أن يكون الهدف الأهم هو الفوز بكـأس آسيا.. الهلال فاز بكأس آسيا ست مرات ويقترب - إن شاء الله- من السابعة ولكن هم يتناسون ذلك ويركزون على اللعب في كأس العالم كهدف أساسي”.. ويتابع :”لدينا هوس بالألقاب وهذه شعارات جماهير أكثر منها منطقية، ولو خيرنا أي فريق غير سعودي هل تفوز بكأس القارة أم تشارك في كأس العالم للأندية لاختار اللقب ولكن لدينا يفضـــلون اللعب في كأس العالم للحصول على لقب لاقيمة له، فالأهلي المصري لعب في كأس العالم خمس مرات ومع ذلك يفتخر أنه كان بطلا لأفريقيا في تلك المرات”.. ويستدل المدرب الوطني بمنتخب إندونيسيا الذي كان أول منتخب آسيوي يلعب في كأس العالم ولكن لاوجود له حاليا على خارطة الكرة الآسيوية.. ويضيف: “الإنجاز الحقيقي هو الفوز باللقب فالمشاركة لاميزة لها إن لم تكن مشاركة قوية وحقيقية”. ويشدد الخالد على أن مثل هذه الضغوط أتعبت اللاعبين ومسؤولي الأندية وجعلتهم يصرفون عشرات الملايين من أجل تحقيق أهداف وقتية لو أنهم صرفوها قبل عشر سنوات على أكاديميات وملاعب لأصبحت الكرة السعودية تتفوق على اليابان كرويا.. ويتابع :”نبحث عن بطولات وقتية بضغط من الألقاب.. هذا الهوس أثر على تخطيط الأندية المستقبلي وبات الهدف الحصول على بطولة أو المشاركة في كأس العالم حتى ولو هبط الفريق للدرجة الأولى فيما بعد جراء سوء التخطيط والهدر المالي الضخم”.