ما الذي يريده المريدون؟ توحيد الأمة لإقامة الخلافة الإسلامية كما بشر بها الشيخ عبدالمجيد الزنداني مؤسس جامعة الإيمان ومكتشف دواء الإيدز. ما هي الخريطة التي يفترض أن تقوم عليها الحدود النهائية لدولة الخلافة. أن تبدأ من جزر الأرخبيل الإندونيسي ولا يحدها سوى شواطئ المحيط الأطلسي على سبيل المثال. يجب أن تحدد في وقت مبكر حسماً للخلاف مع الأمم الأخرى. لا أعرف هل الخلافة الإسلامية التي بشر بها الزنداني ويعمل على تنفيذها أردوغان والتي وضع نواتها على الأرض البغدادي ستضم اليمن. لا يستطيع اليمن في الوقت الحالي التوحد مع أحد فقد بدأ ينوء بثقل وحدته. لا أحد يعلم هل سينضم اليمن لدولة الخلاقة التي بشر بها الزنداني كدولة واحدة أم كدول أم كمقاطعات. يبدو أن الشيخ الزنداني وحدوي أكثر مما يجب. بشر بتوحد العالم الإسلامي ولم ينتبه لما يحدث تحت قدميه وبفضل جهوده. الوحدة اليمنية أصبحت في مهب الريح. هل سيبقى هذا الشيخ الجليل في اليمن أم سيصبح طريد العدالة. وإذا بقي في اليمن في أي يمن سيبقى: يمن الحوثيين أم يمن الجنوبيين أم ذاك اليمن الذي يتشكل في رحم الغيب. والأهم: هل سيترك الحوثيون جامعة الإيمان تستمر في مشروعها التنويري أم سيضيفون إليها إبداعاتهم لتتكامل مع إبداعات حزب الإصلاح على قاعدة حط الخير على البركة. هل سينتهي مشروعا البغدادي وأردوغان والزنداني إلى حكومة ترويكا. يحكمها الثلاثة بالتناوب. من يعرف؟ كل شيء جائز. لا يمكن تجاهل الواقع والحقائق على الأرض. العالم يتغير في كل لحظة. لن نفاجأ إذا سمعنا في أحد الصباحات ونحن نحتسي القهوة صوت الشيخ عبدالمجيد يعلن من استانبول من قصر توب كبي قيام الخلافة. من سيرأس هذه الترويكا اردوغان أم الزنداني أم البغدادي. من سيجلس في قصر توب كوبي متفرداً. الأقرب في ظني البغدادي فحسب المواصفات المطروحة اليوم هو أقوى المرشحين.. ترك البغدادي لزميليه التنظير وسارع إلى التطبيق. اقتطع أرضاً من أهلها وبدأ العمل: قطع رؤوس الرجال وسبى نساءهم واتخذ منهم جواري له ولرجاله. من زار قصر توب كبي في استنبول سوف يعرف أن ما يجريه البغدادي على الأرض هو الميراث الذي تركه ذلك القصر العريق. وما كلمة (باقية) سوى اختصار للكلمة التي تطالعك عند دخول القصر: (قصر السلطان عبدالحميد المظفر دائماً) ثمة جناح ضخم في القصر لم يدخله على مدى قرون إلا ثلاثة: السلطان والنساء والرجال المعطلة ذكورتهم. ما كان ذلك العصر يوفر ميكروفونات أو آلات تسجيل. من أراد الاستماع إلى الموسيقى عليه أن يحضر فرقة حية. في الليالي الملاح وهي كثيرة يحضر السلطان فرقة تعزف له وحريمه يتراقصن أمامهم. لا يسمح السلطان أن يختلط أحد بحريمه وجواريه. فتم تصميم قاعة الاستمتاع والرقص السلطانية بحيث يكون جزء من سقفها مفتوحاً والجزء الثاني مسقوفاً. تجلس الفرقة في البلكونة فوق رأس السلطان وحريمه بالضبط. تنساب أصوات الموسيقى إلى مسامع السلطان، ونساؤه يتراقصن عليها بعيداً عن العيون الفضولية. يستطيع أي عضو في الفرقة أن يشاهد حريم السلطان إذا اقترب من حافة البلكونة لكن الثمن بسيط جداً. أن يتحول هذا الشخص فوراً إلى خادم في القصر بعد تعطيل رجولته. هذه هي الخلافة التي ينتظرها المريدون.