من كان ذلك؟ من كانَ ذلك الذي ينتعل لهفة العانس على عتبة البحر، ثمرة أكتافه ملأى بالكؤوس، مسافراً في الأثر، يعدُّ فخاخ الأحلام؟ آه ما أوطأ تلك التلال في ارتفاعها، ما أوطأ القرى، وهي بشموسها تناديك! أيها المخلص ما أشد انخفاض الأمل؟ ..................................... غبار السكون إليك أمدُّ يدي أنت الأكثر حنوّاً عليَّ من عذابه من كل ورقةٍ تأتي الفصول التي عطّرنا حفيفُها حيث غبار السكون يبقّع جسد الحياة إنكَ تسكب على النسر نارك، وهو يستظلُ بنجع جوفه إنكَ لتقطع الخيط الذي يلازم الإقامة من البساطة الرقراقة، الناشزة، قبل النهاية فلا حُبِّي سيوقف تلاشيك ولا رغبتي ستحدّ من هزالها أعطيك الضجيج والسكينة معاً أغسل ذراك بدمي، الألم يتسع هاهي يدكَ الآن خزف على رحم الصحراء هاهي يدك أصقاع الطير، وها أنا أجثُم مثل فضاءٍ ميت أجْنح نحو الأطفال، لا أقرع غير رؤوس فانية. هاهي يدك الآن تطرق باب البحر، وتأخذ شكل غابة. أجراس وأظافر، وكلاب تجري خلف الأمواج. عويل امرأةٍ في برقٍ، وأبوابٌ تزعق في حلم طفل هاهي يدكَ الآن خنجر قد انغرس في مرآة روحك. أيها الخريف الذي ينتظر مجده، هو ذا موت الخيول كانت مثل فصول تخرخر، كانت تتهدج بصوت البرابرة أيها الخريف أسلحة مَنْ قرعتْ هذه الينابيع؟ أيها الوقع الشجيّ، ياسقطةً على ساعات الدمع دع عصافيرك على الفرح تناجي الطرُق فبين خُطاه يقف المغنِّي عادةً كمن أدرك الفرح، واستقام يجاهر به. * شاعر عراقي