بعد أن تحقق للوطن.. للأرض وللجزيرة وللإنسان.. كيان مهيب جامع بجزيرة بحجم قارة.. بعد أن تحقق كل ما نلمسه ونعيشه واقعاً كمواطنين سعوديين نعيش في وطن ولا كل الأوطان، وطن العز والسؤدد، وملك نباهي به كل الملوك والقادة... ملك جعلنا ننشد «من يباهينا بملك»، ووطن نفرح بجعله «فوق هامات السحب». كل هذا تم في 83 عاماً، أعوام في عمر الشعوب لا تقاس ولا تحسب. في 83 عاماً تقدم الوطن فأصبح الأول في المنطقة، وواحداً من أهم 20 دولة في العالم الأكثر نفوذاً وتأثيراً في السياسة الدولية والقوة الاقتصادية. في 83 عاماً أصبح للسعوديين وطن وكيان هو الأول والأهم في العالم الإسلامي، وطنٌ أبناؤه يذودون عن المقدسات الإسلامية، بيت الله الحرام ومسجد رسول الهداية والإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. وطن يخدم ضيوف الرحمن ويرعاهم وييسر عليهم بخدمة المقدسات الإسلامية والحرمين الشريفين ويضيف لمساحاتها تيسيراً للحجاج والزوار حتى أصبحت مكة المكرمة والمدينة المنورة أفضل مدن العالم، يشعر حجاجها وزوارها براحة وسكينة. وطن يعيش استقراراً وأمناً وأماناً، العدل فيه مكفول للجميع للمواطن والمقيم. وطن يوفر العلم والدراسة لأبنائه ومن يقيم على أرضه.. ويكفل أبناءه دراسياً من الروضة حتى الجامعة، ويبعثهم للخارج لتلقي العلم لتزداد مساحة التنوير. وطن يوفر العلاج والطبابة لأبنائه ومن يقيم على أرضه ولمن يقصده من خارج الحدود. وطن يشعر من يعيش على أرضه بالعز وبالرفعة، ويجعل أبناءه يفخرون بأنهم سعوديون. وطن يحقق كل هذا في فترة قصيرة في 83 عاماً، يجعلنا نحتفل ونحتفي بيوم إعلان اكتمال تأسيسه، ويجعلنا نستذكر جهاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي أقام وأنشأ واستكمل بناء وطن لا يضاهيه وطن آخر، ولذلك كان إنجازه وجهاده لا يوازيه إنجاز آخر في العهد الحاضر. شاب عمره 17 عاماً حينما بدأ مسيرة التوحيد وحَّد قارة وأقام كياناً ودولة على جزيرة مترامية الأطراف، ننعم بالعيش على ربوعها، أفلا يحق لنا أن نحتفي ونحتفل بهذا اليوم ونستذكر جهاد المؤسسين الأوائل ونترحم عليهم؟! وطن نفخر بالانتماء إليه.. ووطن نعتز بأننا من أبنائه.. ووطن نتباهى بمن يقوده فنردد دائماً ..فوق هامات السحب أنت يا وطن.. وملك نتباهى به، وننشد من يباهينا بملك. jaser@al-jazirah.com.sa