سيظل الصراع قائما بشكل قوي بين القطاعين العام والخاص في العمل الفني، سيظل طويلا طالما أن الهدف الذي ينشده الفنان من العمل الفني كان العطاء الأجود، فالإنتاج العام الذي تمثله الجهات الحكومية من إذاعة ووزارة وجمعيات حكومية وغيرها يأتي مكتملا إذا ما بذل الفنان والمسؤول عن الجوانب التنفيذية في هذه الجهات جهودا تجعل من هذه الخطى أمرا أكثر من هام. نقول هذا بعد أن مضى نحو شهرين من عودة إذاعة الكويت لإنتاج الأغنيات بنفسها بعد حقبة عمل طويلة لشركات الإنتاج الخاصة التي ملأت الدنيا بفن وبغير ماهو منسوب للفن بشكل مباشر. مجموعة عبدالكريم عبدالقادر الغنائية الأخيرة والمتمثـلة في خمس أغنيات لإذاعة الكويت غير القابلة للتسويق كان من الممكن أن يكون تأثيرها ووقعها أكبر من ما حصل في تعاملها مع مستمعي الإذاعة فيما لو فتحت الإذاعة باب الإنتاج من لديها أو تحت إشرافها، بدا ذلك واضحا من الحلقة الخاصة من برنامج الزميل فريد مخلص في إذاعة جدة الذي خصصه عن جديد عبدالكريم عبدالقادر المتمثـل بتعاون جديد له مع الملحن سليمان الملا في ثـلاث أغنيات هي «خذني الوله» من كلمات حمد الكعبي، و «لا هزني الشوق» كلمات ناشي الحربي، و «لوعة المشتاق» من أشعار براك البذال» ، كذلك في أغنيتين من ألحان جاسم الخلف وهما «لا ماتحملت الفراق» ، و «اسأل الأيام» من أشعار خالد البذال. من إنتاج الإذاعة.. والذي يستمع لهذه المجموعة من «أبو خالد» لابد أن يربط بذاكرته مجد أغنيات عهد مضى في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. ليس هذا خبرنا وقراءتنا عن هذا الجديد، فالجديد هو ذلك الوقع المتمثـل لحلقة زميلنا فريد مخلص الذي استطاع أن يستضيف عبدالكريم عبدالقادر في حلقة مخصصة له ولجديده المهدى منه ومن إذاعة الكويت لإذاعة جدة ومستمعيها في برنامج «أبواب» الذي يعده ويقدمه فريد ويخرجه محمود إدريس. ردة فعل بث الحلقة جعلت الكثير من المحبين يعودون للحديث عن إنتاج القطاع العام وإمكانية أن يتم ذلك لدينا وفي العالم العربي أجمع، لاسيما أننا كمشاهدين ونقاد عرب كنا نستمتـع في سينما مصر في الستينيات عندما كانت المؤسسة العامة للسينما هي من ينتج ذلك وهي جهة حكومية «قطاع عام» بينما تضعضع حال السينما مع القطاع الخاص منذ نهاية الستينيات وبشكل أوضح منذ السبعينيات. فهل من دراسة للجهات الإعلامية والثقافية في القطاعات الحكومية للعودة للإنتاج ؟!.