تُصادفنا كقراء عبارات إعلامية لم تكن موجودة لولا وجود محررين يبحثون عنها إمعاناً في تجميل الخبر أو جعله أكثر دفئاً، ولا تعجب إذا قلت إن بعض الجُمل العصرية تجعل الحدث أكثر حرارة.. أو قل مرارة. وليت العالم يبحث عن "الأزمات النائمة" فهي الأكثر إلحاحاً في وجوب كشفها وإيقاظها.. وبثها... وحلها.. وهناك أزمات (متوطنة) لا تنزل ولا تستوطن إلا على مناطق معينة وترسبات تلك الأزمات هي التي قد تنعش الخلايا الناعسة...! فتتكاثر ويصعب معها إعادتها إلى جادة الصواب. أعتقد أنه يجب علينا نحن أن نكون حذرين محترسين يقظين، لا من الخلايا النائمة بل من الأزمات النائمة. وكلمة خلية أخذها الغرب إلى معاجمه من خوفه من التنظيم الاشتراكي في العالم. فهي تعني الوحدة الصغرى في منظمة أو حركة سياسية أو نقابية.. وعادة تكون الوحدة الأولية.. وهي أي الكلمة بقدر ما تكون مُرهبة ومخيفة ومروعة في معاجم الصحافة وقواميس السياسة إلا أنها لا تخلو من النعومة والقبول فهي - أي المفردة - تُطلق على قرص الشهد، وعلى مُشغلات الطاقة البديلة (الخلية الشمسية، وأيضا الخلايا الجذعية التي أتت مع علم زراعة الأعضاء. تلك المفردات لن تكون غريبة على مسامع المتلقين. لكن الذي يُظهر الإجحاف في حق لغة الضاد هو حرص المذيعين والمذيعات على تطعيم حديثهم بإدخال كلمات أجنبية، وهو ما يهدد مستقبل اللغة على أهم منافذها الحديثة، فهل السبب أن مصطلحات اللغة العربية قاصرة ولم تعد تواكب تطورات العصر؟ أم هو تظاهر بالمدنية والثقافة الغربية؟! وثمة تفسير على إصرار بعض المذيعين على تبني مفردات دخيلة هو ان الإنسان عدو ما يجهل، فلو أن المذيعين والمذيعات على وفاق مع اللغة العربية وعلى علم بأصولها لما هربوا من استخدامها، ونزحوا إلى مثل هذه الكلمات التي قد يتعذر فهمها.