×
محافظة المنطقة الشرقية

الاتفاق ودوري الدرجة الأولى

صورة الخبر

مرَّ علينا هذا الأسبوع بالأحداث المؤلمة، ولعلَّ قضاء الله وقدره كان مكتوباً بمقتل عبدالله القاضي على أيدي من لا يهمهم سوى الركض خلف المادة دون مراعاة للمشاعر الإنسانية وبلا رحمة تُذكَر، لعل ذلك يجعلنا نقف على المنصَّة نطالب الجهات المعنيَّة برد الاعتبار والمعاملة بالمثل لعديمي الضمير ممن نزعوا من عبدالله الفرحة ورسموا الحُزن على وجوه محبيه وعلى المجتمع السعودي كافة بمختلف طبقاته وتوجهاته. وإلحاقاً بقضية عبدالله نجد على الطرف الآخر مأساة أخرى راح ضحيتها طالب سعودي آخر ولكن بمزحة من صديقه السعودي، ولو كان يعلم فاعلها أن الموت سيكون مصير رفيقه لفكَّر ألف مرة قبل فعلها. تلك الأحداث نشرت الحزن والرعب في كريات دم المبتعثين في الخارج وأصبحت تضخهما في دمائهم التي رحلت لإكمال العِلم والعودة بشهادات التفوق والنجاح من أجل وطنهم. نرجو من الله سبحانه أن يلهم ذوي الفقيدين الصبر والسلوان. ابن زريق البغدادي وهو أحد شعراء العصر العباسي، ذهب في زمنه إلى الأندلس «إسبانيا حالياً» تاركاً بلده الأصلي بغداد باحثاً فيها عن سعة في الرزق ليعوِّضه عن الفقر الذي كان يعيشه هو وزوجته، وترك الشاعر منزله وزوجته التي أحبها؛ فهو من أجلها ذهب إلى الأندلس ليؤمِّن الحياة الكريمة لأسرته. كافح ابن زريق ليحقق حلمه لكنه أُصيب بمرض في الغُربة واشتدَّ المرض عليه حتى توفي- رحمه الله- في الغُربة، وبعد وفاته وجدوا قصيدة كان يُناجي فيها زوجته التي أحبَّها واصفاً فيها حاله. إن الحالة الشعوريَّة التي عاشها ابن زريق البغدادي في زمنه يعيشها المبتعثون والمبتعثات في الغُربة حالياً وما يخالجها من أحاسيس وحنين للأهل والوطن. إن القيم الحقيقية الموجودة لدى المبتعثين تقودهم للحاجة والبحث عن الدخل المادي الإضافي، وذلك من خلال عدة طرق منها السكن في الأماكن الخطرة لقلة المكافآت التي يطالب بها المبتعثون منذ زمن، ومنها ما هو مرتبط بنقص التوعية التي تقدمها بعض السفارات والملحقيات في الخارج، وهو مرتبط بسوء تعامل بعض المشرفين والتخبط في معالجة مشكلات الطلاب، عليهم ألَّا يتركوا الكرة في ملعب المبتعث، فاليد الواحدة لا تصفق، وهذا لن يتم إلا إذا تم التعاون من خلال تفعيل دور الأندية الطلابية ومنحها التمويل اللازم، فالأندية تعتبر ملحقيات مصغَّرة في المدن. كما أن على الأندية أن تتخلى عن التجمعات والرحلات الأسبوعيَّة وأن تركز على الشراكة التوعويّة للمبتعثين من خلال العمل على إقامة الدورات وورش العمل التي ترفع معدَّل الوعي حول المجتمعات التي ينتقل إليها المبتعثون، بالإضافة إلى تعريف المبتعث الجديد بالمشكلات والأنظمة والمواقع الخطرة حتى لا يكونوا ضحايا للمكاتب الوهمية والمواقع التي تستغل الطالبات والطلبة السعوديين في الخارج.