قال نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام، الدكتور إبراهيم الخضير، إن مرضى الفصام في المملكة يتجاوزون الـ 200 ألف شخص، لكنه اعتبر هذا الإحصاء «تقديرياً» نظراً لغياب إحصاءات دقيقة عن مرضى الفصام. ووصف الخضير، في تصريحات خاصة لـ «الشرق»، العدد المحتمل لمرضى الفصام بـ «الضخم»، وانتقد ما سمَّاه تدني مستوى الخدمة المقدمة للمرضى النفسيين ومعاناتهم من قلة عدد الأسرَّة محمِّلاً وزارة الصحة المسؤولية باعتبارها الجهة التي يُفترَض أن تتولى هذا الجانب. وبحسب رئيسها «لا تعالج الجمعية السعودية الخيرية مرضى الفصام وإنما تساعدهم على العلاج لدى الجهات التي تُقدّم الخدمات النفسية». وتأسست الجمعية عام 1431 هـ وهي تواجه نقصاً في عدد الأطباء استشاريي الطب النفسي وعدد الاختصاصيين النفسيين. د. الخضير لـ الشرق: أكثر من 200 ألف مصاب بالفُصام في المملكة الرياض عبدالله الشملاني كشف نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام الدكتور إبراهيم الخضير، أن عدد مرضى الفصام في المملكة يتجاوز 200 ألف مصاب، بشكل تقديري، وليست هناك إحصاءات أكيدة تؤكد هذا العدد، وقد يزيد أو ينقص ولكن يتراوح في هذا المستوى، وهو عدد كبير، لاسيما أن أكثر مرضى الفُصام يحتاجون للتنويم في المستشفيات في مرحلة ما من حياتهم، وفي المملكة نُعاني بشدة من قلة الأسِرَّة، وتدني مستوى الخدمة المقدمة للمرضى نفسياً من قِبل الجهات المتخصة، خاصة وزارة الصحة التي يُفترض أن تكون هي الجهة المسؤولة عنهم. قبل 3 أعوام وأوضح الخضير أن فكرة تأسيس الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام بدأت حين طلبت الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل ذلك، قبل حوالي 3 سنوات من تاريخ التأسيس (أي عام 1428هـ)، وفعلاً عملنا بجد وبذلت الأميرة سميرة جهوداً كبيرة ومتابعة مع الجهات المختصة حتى تم إنشاء الجمعية عام 1431هـ، وتأسس مجلس إدارة لها، وبدأت الجمعية في نشاطاتها؛ إلا أن هناك صعوبة واجهتنا بداية الأمر، نظراً لجهل عامة الناس بهذا المرض. ثقافة العلاج وأضاف الخضير «من أهم أهداف الجمعية نشر التوعية وتثقيف عامة الناس عن مرض الفُصام ومساعدة أهالي المرضى، وتعريفهم بكيفية التعامل مع المرضى، وكذلك نشر ثقافة العلاج الدوائي لمرض الفُصام، والجمعية تقوم بأنشطة متعددة، وإن كان الأمر أقل كثيراً مما نطمح إليه، ولكن نقوم بإلقاء محاضرات كل أسبوع أو أسبوعين لأهالي المرضى، وكذلك إقامة ورش عمل أو ندوات صغيرة مع المستشفيات التي توجد فيها أقسام أمراض نفسية، مثل: مستشفى القوات المسلحة ومستشفى الأمل وغيرهما من المستشفيات، وكذلك تتعاون الجمعية مع أطباء نفسيين من الاستشاريين في مختلف المستشفيات لتقديم محاضرات واستشارات، كما تتعاون الجمعية مع الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين لتقديم الاستشارات لأهالي وأقارب المرضى، وكذلك بعض المرضى، ومساعدة المرضى أيضاً في الحصول على حقوقهم، كما تساعد الجمعية أحياناً عائلات المرضى مادياً حينما يكون الوضع صعباً جداً. لا تعالج المرضى وقال الخضير «الجمعية لا تُعالج مرضى الفُصام، وإنما تساعد المرضى على العلاج لدى الجهات التي تُقدّم الخدمات النفسية، مثل وزارة الصحة، ولكن قلة الأسرة للمرضى النفسيين يعاني منها المرضى أنفسهم، فلا يوجد لهم مكان ليتعالجوا فيه في مستشفيات الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة»، مضيفاً: الجمعية تحاول المساعدة بما تستطيع عن طريق توفير بعض الأدوية للأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على العلاج من المستشفيات الحكومية التي تُعاني من نقص في الخدمات المقدمة للمرضى النفسيين. رعاية منزلية وأشار إلى أن الجمعية في بعض الأحيان ترعى المرضى في منازلهم، عن طريق دفع إيجار بعض المساكن للأسر الفقيرة وتوفير بعض الاحتياجات، وكذلك الأدوية، وهذا يفترض أن يكون دور وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية، والجمعية توفّر هذه الخدمات بمساعدة أهل الخير من المتبرعين ومن منسوبي الجمعية، وقال «مع الأسف أغلب المرضى الذين يصلون للجمعية يكونون في مراحل مزمنة، لذلك يبقون مع الجمعية فترات طويلة، وأكثرهم يحتاج للرعاية والعلاج لسنوات قد تصل إلى مدى الحياة». وعن عدد المستشارين النفسيين لدى الجمعية، قال: مع الأسف ليس هناك سوى طبيب واحد استشاري في الطب النفسي، وكذلك الاختصاصيون النفسيون لا يوجد إلا عدد قليل، وهذه إحدى المشكلات التي تواجه الجمعية، ونحن نحاول الآن زيادة عدد الأطباء الذين يتعاونون مع الجمعية وكذلك الاختصاصيين، ونأمل أن يكون ذلك خلال العام المقبل. وأكد الدكتور الخضير أن الجمعية ليس لها وقت محدد لاستقبال المرضى أو عائلاتهم، ولكن يتم ذلك بالتنسيق بين سكرتارية الجمعية وطالبي الخدمة، نظراً لعدم وجود مقر مستقل سابقاً، بينما أصبح للجمعية مقر مستقل الآن، وتم استقطاب عدد من الموظفين، ولدينا آمل في أن تنتقل الجمعية إلى مرحلة جديدة لتقوم بوظيفتها بشكل أكبر، وذلك بدعم من وزارة الشؤون الاجتماعية التي وقفت معنا في الظروف الصعبة التي مرّت بها الجمعية في الفترة الماضية. ظروف صعبة وعن الصعوبات التي تواجه الجمعية، قال «ليس للجمعية أي فروع، وقبل فترة مرّت بظروف صعبة جداً كادت أن تؤدي إلى إغلاق الجمعية، ولكن بجهود أعضاء الجمعية ومؤازرة ومساعدة وزارة الشؤون الاجتماعية استطعنا الاستمرار وتحسين وضع الجمعية، ولا تزال وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة بوكالة الوزارة لشؤون التنمية الاجتماعية تساعدنا وتقدم لنا كل ما في استطاعتها لجعل الجمعية تنهض بشكل أفضل لتقدّم خدماتها لهذه الفئة من المجتمع التي هي في أمسِّ الحاجة للمساعدة»، مضيفاً «لدينا طموحات كبيرة ويحدونا الأمل في أن نقوم بخدمات أكثر بكثير مما كان في السابق»، مبيناً أن أهم ما يواجههم من صعوبات هو الجانب المادي، فالجمعية تعاني من قلة الموارد وكثرة الطلبات للدعم وتيسير الأنشطة، ولكن إن شاء الله سيتغيّر الوضع بشكل إيجابي ملحوظ خلال العام المقبل».