ما حدث الأسبوع الماضي في إحدى المدارس العالمية التي تمت فيها محاولة استدراج طفل خارج المدرسة من قِبل شخص وقف متربصاً أمام البوابة الرئيسة مفتعلاً اهتمامه بالطفل ومعرفته بوالده حتى كاد الطفل أن يذهب لولا حراس الأمن في المدرسة الذين تمكنوا من إنقاذ الطفل ثم ملاحقة الشخص حتى تمكنوا من التقاط رقم لوحة السيارة. ذلك الحدث الذي تم في وضح النهار ومهما قيل عن أن الشخص مختل عقلياً، فلا يمكن التصديق بذلك بعد ما قام به من تخطيط منظم لإقناع الطفل بالخروج معه. الحادثة المؤسفة توقِظ كثيراً من الشواهد التي قد يقع فيها الأطفال ضحية لمجرمين كهؤلاء، والتي تتطلب توعية وقائية ضرورية أولاً من قِبل ولي الأمر ثم من قِبل المدرسة. وتبدأ من المنزل أول الإرشادات التي تهيئ الطفل ليتعامل مع الغرباء، ومنها إشعاره بالثقة في النفس وتشجيعه على الحديث عن أي أمر غريب يلاحظه، ثم وضع أهم الإشارات التي تنبهه إلى عدم التحدث مع أي شخص غريب، والغريب يمكن أن يكون امرأة أو رجلاً، مسناً أو شاباً، سحنته سوداء أو بيضاء، طويلاً أو قصيراً، بديناً أو نحيفاً، جميلاً أو قبيحاً، ويمكن أن يتحدث بلغات عدة، وعادة ما يكون مظهرهم وحديثهم لطيفاً. لهذا توعية الطفل هي الأهم لأننا قد لا نكون بقربه دوماً، ولابد أن يتم ذلك من خلال مقاطع فيديو أو حوارات متكررة. كذلك على المدرسة تخصيص حلقات تثقيفية للأطفال مصاحبة لما يمكن أن يخبره المعلم أو المرشد الطلابي عن كيفية التعامل مع أي حدث غريب داخل أو خارج أسوار المدرسة.