مئة حاج من المعاقين حركيًا يرافقهم مئة حاج من ذويهم أو مرافقيهم، مئتا حاج سهّل الله لهم من جنوده من يلبي دعاءهم لأداء مناسك الحج وفريضته، إن الله على كل شيء قدير وإن دعوته لخير أجابك وسخر لك من جنوده من يلبي رغباتك ويحقق أمنياتك، هذا هو الحال مع مؤسسة آل ابراهيم الخيرية بالتعاون مع جمعية المعاقين حركيًا وما تفضل به الشيخ فهد بن خالد الإبراهيم من دعمهم لأداء مناسك الحج في بادرة وطنية قوية تبرز كيف يكون مفهوم الأخوة حقيقي واقعي على أرض الحرمين الشريفين، ليست بأمر غريب ولا جديد إلى أبناء الإبراهيم المستمرين على نهج أبيهم في عمل الخير بل إن الأمر أصبح لديهم تنافسيًا إيجابيًا يصب كله في خدمة الصالح العام وصنع الخير وبذله، فهذه أخت الوطن خلود بنت خالد آل ابراهيم تنفذ أيضًا تسيير مئتي حاجة من القنفذة، لا نقول إلا جزاهم الله عن المسلمين كل خير فشكرهم وأجرهم عن ربهم وما علينا نحن إلا أن نقيم العمل لنحفز الآخرين ونقدم لهم هذه القصص والروايات والإنجازات ليزيد التكافل في مجتمعنا ويعظم الخير ونكون مجتمع صلة الرحم فكلنا في الوطن إخوة كما في الدين إخوة. وعاد الحجيج الذين سهل لهم الله حجهم لهذا العام، وكانت لي لقاءات معهم حين باركت لهم وهنأتهم بالسلامة، الإجماع الكلي على أن مستوى الخدمات والتسهيلات كان أكثر من رائع، وأن ما وعدوا به وجدوا أفضل منه، وأن الحملة وقفت على أدق التفاصيل ولم تهمل تفصيلة واحدة مهما صغرت، أحدهم قال لي: بكل صراحة زاد حمدي وشكري لله عزوجل على نعمة الابتلاء بإعاقتي الحركية ففي الحج لم أشعر بها ولم ينقصني شيء والإخوة في الحملة جزاهم الله كل خير لم يدخروا من جهدهم وكانوا على أهبة الاستعداد، الله يعلم كل شيء وإنما هؤلاء الناس سيردون بين يديه شهود على ما قام به الآخرون من أجلهم لأداء فريضتهم، فهنيئًا لهم جميعًا وهنئيًا للشيخ فهد بن خالد آل إبراهيم فإنه عمل خيرًا وأتقنه بإذن الله وهكذا هم الذين يعطون بلا منٍّ ولا أذى ولا يرجون إلا رضا الله وإدخال البهجة على من يحتاجها. نعم ليس غريبًا أن في وطني الكثير ممن يدعمون ماديًا من يرغبون في الحج ومن خلال مؤسسات أو جمعيات خيرية، في المملكة يكاد يكون هذا الأمر فرض عين على كل قادر بتحجيج غيره محبة وإرضاءً لله عزوجل، ولكن يبقى أن الله يحب إذا عمل أحدنا عملاً أن يتقنه ويجعله خالصًا لله، لهذا فأن تدعم وتوفر التمويل أمر رائع لكن الأروع حين يتم الأمر بأفضل وجه وأن يستغل الدعم على أكمل ما يمكن له، تجربة جمعية المعاقين حركيًا وما يقوم به رئيس مجلس إدارة الجمعية المهندس ناصر المطوع من جعل العمل الخيري في بوتقة الاحترافية المهنية والتعامل معه بأكبر درجات الاهتمام أمر يستحق التعميم ويلزم الجميع الاستفادة من هذه التجربة، عمل الخير بابه وسيع لا حدود له من حج وعلاج وتعليم وستر وفرج، انوِ وتوكل على الله لكن استفد من التجارب واطرق باب المؤهلين المجربين.