تمر الأيام ويأتي العيد، ويليه عيدٌ آخر، والآلام والنكبات في أمتنا العربية خناجر في قلوبنا. الطاعنون فينا أغراب عنا حاقدون، وإخوان لنا مخدوعون، غُرِّر بهم، ولكني مليء بالتفاؤل والأمل. ودعائي أن يحمي الله بلادنا، ويحفظها من كل حاسد وحاقد وغادر، وأن يطيل في عمر مليكنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد - حفظهم الله -. نسائمُ الحبِّ والأشواقُ أبعثُها ومِن شذاها بكأسِ الحبِّ تُروينا يا نجمَ سلِّم على المحبوبِ أبلغهُ إن مرّ يوماً على الأطلالِ يُسقينا قد حان عيدٌ وبحرُ الشوقِ أغرقَنا ومرّ عيدٌ فهل أصبحت ناسينا وفات آخر لا ندري بأي رؤى وجاء عيد فهل ضاعت أمانينا؟ أتيت يا عيدُ والأزْماتُ تُفزعنا فهل بشائرُ نصر الله تُهدينا لكي نبارك أياماً لنا قَدِمَت ونُطْرِبَ النفسَ والأزهارُ تُنشينا النَّاسُ ترجو إلهَ الكونِ خالِقَنا يحمي البلادَ ولا أحقادَ تُعمينا تقبَّل الله ممَّن حجَّ منزلَه وطهَّر الحقُّ ما أبلاهُ ماضينا الله ربي رجائي لا يضيعُ سُدىً فوعدُك الحقُّ يا غفار آمينا أما تُرانا وقد أَعيا تفرُّقنا هذا يُحيي وهذا غادرٌ فينا أين الرشيد وأين العزّ في عربٍ؟ وهل تمادى غرابُ البَيْنِ يبكينا؟ وأين منا صلاح أين طارقنا؟ وأين منا شباب كان يحمينا؟ إني رأيتُ كلابَ الغربِ تسلُبنا كما رأيتُ ضباعَ الفرسِ تُؤذينا تحرَّك الفرسُ للأمصار مُنتشياً وصار يعبثُ لا دنيا ولا دينا الشامُ لانت لَه والرافدان معاً حثالة البعثِ والأوغادُ تُدمينا وصار يسطو على البحرين مُختبئاً وبينهم ناقضٌ للعهدِ يغوينا وقد تهاوت له صنعاً مسلِّمةً سيجرعُ الكأسَ (زقوماً وغسلينا) وطفّ بعض ملاليهم بغبطتهم نسوا بأنّا نعيد اليوم حطِّينا سيحصل النصرُ من أشبالِ أُمَّتنا ويُهزم الغربُ بل والفرسُ تالينا لكن حزني على من هم تسوقهمُ ذئابُ شرٍ ذوو حقدٍ ولا دينا فداعشُ البغي والتكفيرِ شرعهمو إمّا تكنْ معنا أو أنت عاصينا وكالتتارِ أشاعوا الذعرَ لا وهدٍ لهم طقوسٌ وللقرآن ناسينا فدينهم عجبٌ لا ينتمي نسباً وكلّ ما فعلوا جُرماً وتخوينا فإن لبِستُم ثيابَ الشر أذرعةً ستجرعون بحول الله غسلينا فإن تمادوا بغلٍّ فالهلاك لهم النّارُ تحرقهم في القعْر صالينا قد دنسوا ما يقول الحقّ ويحهمو يمشون في هذه الدنيا شياطينا فإن يظنوا بأن الفوز حالفهم فالله يُمهلُ حيناً يقتفي حينا ربّاه أضحت بلاد العرْب أوديةً لا أمن فيها ولا مأوى فيؤوينا فيا مليكاً لنا في قوله حِكمٌ وفي سجاياه أفعال تُعلّينا فأنت يا خادمَ البيتين قائدُنا وإن أمرتَ أتاك الكلُّ راضينا يا ليت كل ملوكِ العُرْبِ نهجهمُ علّمتهم خُلقاً في الحُكْم تَلقينا فكمْ أقمتَ شِعارَ السِّلم ترفعهُ ونحن خلفَك للرحمنِ داعينا وكم نصحتَ وما زالت نصائحُكم سديدة الرأي والحكامُ راضينا واخترت سلمانَ مِقداماً وذا كرمٍ ولي عهدِك للأعداءِ كافينا ومقرن الخير فيه الخير مقترنٌ على خطاك صفي النفس مرضينا ربّاه إنا بجوف الليل نطلبكم بأن توحِّد صفَّ العرب قوّينا كل الحجيجِ دعوا للأمن في وطني فالله يرحمُهم والله حامينا حمى العتيقَ ومن أفيالِ أبرهة وأرسلَ الطيرَ ترميهم براكينا يا عاشقين أليس الحب أطيبه وأطيب الحب ما يُندي ويُصفينا - شعر/ د. سالم بن محمد المالك