×
محافظة المدينة المنورة

إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ السديس : لمزنا بـ "الوهابية" لا يزيدنا إلا إصراراً وثقةً بالحق واستمساكاً به

صورة الخبر

Follow للجسارة في أي مجال يعنى بعمل وقول الإنسان حسابات دقيقة ومفهومة أو أضحى التجاسر محض شجاعة الذي لا يخاف ولا يدافع عن نفسه ، إذا تقدم المرء برعونة خطوة تكسر الكاهل والكاحل ايضاً. العاقل يتحاشى ذلك والجبان أيضاً، وجاسر الجاسر (نموذج ذلك لمقالي هذا) وهو الصحافي والكاتب السعودي المنحوس بعدم فهم المتلقي اتساقاً مع عدم فهم جاسر لما يلقيه على الناس من ألعاب نارية ، لينزوي خلف جدار التأمل كي لا يحترق من باروده (الخوان) ، إذ يتفاجئ هو بدويها من حارات بعيدة! جاسر ليس نكرة بعالم الصحافة السعودية و (التي يطرطع طراطيعه فيها مؤخراً) فذلك من جسارته فله من اسمه نصيب، وله أكثر من ثلاثة عقود عجز أن يكون معروفاً بها أيضاً، معترفاً به كمهني يرأس مطبوعة سيارة بجسارة وعيه، كما يطمح لنفسه (بالمريسة) أو حتى مبدعاً ككاتب تستيقظ الناس لتتلقف مقاله الساخر لمجايل تاريخه كخلف الحربي كاتب عكاظ الأشهر وأشهر كاتب كوميديا سعودي ، ولماذا ذكرت خلف الحربي هنا مع جاسر بالذات ؟ بالعودة لصبا جاسر وخلف الصحفي الفني ، ففي منتصف الثمانينات وبدء التسعينات كان جاسر وخلف زملاء حرف وحرفة عرفهما القارىء من الصحافة الكويتية الشعرية والثقافية، كان خلف يجرب ليكتشف ماذا يريد أو يراد له من القدر؟ بدأ خلف قاصاً وأصدر مجموعته ( حب الرمان) التي وزعها إهداءات ولم يكرر بعد ذلك الفعل نفس الفعل وترك الثقافة النخبوية وتمرس فيما يحب ويفهم واتجه للكوميديا وكتب أنجح وأشهر حلقات طاش ما طاش، ومع الدراما انطلق لمحطات صحفية كانت أبرز محطاته الصحفية فيها رئاسته لصحيفة شمس التي كان وعي خلف أكبر من مدرجها، هناك بدأ كتابة العمود الساخر الذي يجيده بالصفحة الثانية بشمس ، إلى أن انتشله بعد تركه شمس وأفولها ( الحاوي ) محمد التونسي إبان تسلمه عكاظ ، ومنحه ( على شارعين) عموده بعكاظ السيارة الشعبوية بعراقتها، ولم تكن غير شهور ليحتل خلف أخيرة عكاظ، اليوم أهم عمود ساخر سعودي لخلف الحربي وليس بعكاظ فقط، وتطور خلف بذكاء لا درعمة فيه ، وعاود حرفته للدراما عبر حلقاته ومسلسلاته بأهم محطة عربية الـ mbc. حبيبنا جاسر صديق وزميل خلف أسخر من خلف لمن يعرف تاريخه ككاتب ، فقد كان له بمجلة الغدير الشعرية الكويتية الشهيرة بالتسعينات عمود ساخر جدا بأخيرتها، وبوعي تقدمي في اللغة والناس كان يكتب بفن عجيب ، وكانت صفحته تقرُأ اولاً بلغة (جاحظية) رصينة في خفة دمها ، ترك ذلك الكار لصديقه القاص خلف الذي اقتص من كساد توزيع قصصه بانتشار توزيع عكاظ اليوم عبر عموده كل صباح. ذهب جاسر وترك موهبته على الرف أمانة وهدية لصديقه، وعمل بالصحافة سنين عديدة ، اقنع نفسه أنه رئيس تحرير مؤجل ليوم وحظ ما، تقاطعت تجربة المدرب الحزين ناصر الجوهر مع حزن الصحافي جاسر أن يمضي بلعنة النائب والنواب لا يذكرهم أحد كبوابي البنايات ولاغنى عنهم أيضاً، ويتصدر النائب المكان حيناً من الدهر لسد فراغ  رئيسه إذا ما تجاسر بإجازة شيء أراد فيه التوافق مع السياسي فراغت به خطوة التوافق للتنافر فيزاح، فيكلف النائب المداوم بيقظة (جاسرة) طبعاً، وفي تسيير الأمور تختار الصحيفة رئيس ليس بجاسر طبعاً، فيرحل جاسر من تلقاء نفسه بجروح الذاكرة. قد يعتقد القارىء أني أحجم أو أسخر من كرامة ومهنية أ. جاسرالجاسر كمثقف وإنسان لا ليس ذلك يذهب مقصد سطور ، حاشاه وحاشاني، فليس بين السطور سوى المحبة ورصد ظاهرة جاسر اليوم. من آخر صدفة مهنية لجاسر بصحيفة ورئاسة التحرير بها كانت لجاسر بالشرق خلف العراب قينان (الذي يصنع من نوابه رؤساء تحرير ويذهب ليسلمهم صحف تخسر ليكسب هو صناعة اسمه وأسماء فريقه بنصيب له من نصيب الصيت)، جاسر لم بقتدي بمعلمه، أربكه الاختيار حين كلف بالشرق لينتصر بعد انكسار حلمه بالوطن، قاد الشرق بلا خبرة بالتسويق والتقشف بصحيفة تنزف مالياً، فتفرغ لعنوان ما، فذات صباح صدم المجتمع والدولة والناس وقينان بعنوان( تطهير بريدة) الذي هز المجتمع القصيمي والسعودي ، إبان قبض أفراد من الفئة الضالة واحتجاج من قلة من ذويهم بشارع ببريدة فعالجت الموضوع وزارة الداخلية حينها باحتواء وهدوء! ، ليصور جاسر بريدة مدينة ملوثة بالخيانة العظمى، وطعن في جزء وطني بعنوان اقوى مثال لكلمة(درعمة)!. جاسر ذوى طموحه اليوم بأي ( مريسة) ، فبعد التطهير خرج من الشرق بخسارة اقتصادية للصحيفة ليشتم حينها كل زملائه الصحافيون المتعاونين فشتمهم بتصريح بصفته محترف ووصفهم (بالمرتزقة، المرتزقة الذين لم يوفهم حقوقهم المادية بالشرق)! وشبهوه مكايدوه بسخرية بالنائب الكروي (الغير مدرعم) المدرب ناصر الجوهر . لكن جاسر لا يغضب من السخرية إيمان منه أنها فن تتخفف وطأة الدرعمة منها أو تزيد. ذهب جاسر ليطرح نفسه ككاتب رأي مرحب به ، ( وللأمانة لو ركز ككاتب شأن عام يومي سيبدع). واحتوت حبره الحياة الدولية، فجرب العقل النخبوي في طرحه وظلت عقدة (النائب )تطارد الكاتب للأسف. أراد جاسر الصدارة، ولأن السخرية تهزم الجدية لدى القارىء، كتب جاسر (أغبى )مقال سعودي منذ صدور أول صحيفة بها وإلى أجل مسمى الله يعلم مداه ، قدر بصمت جاسر وفكر ثم فكر فقدّر ، ان يطرطع بطرح يتحوكم ويتشعبن به في أن فيلبرل الاثنين معاً رغماً عنهما ، في مواجهة خيارات الناس المحكومة بدينها ودنياها وأتى كساخر عظيم بالفكرة (بالوطنية) قارئاً الوضع الجيوسياسي  الراهن للبلد الذي يشيطن فيه كل فريق الآخر، من إسلامويون يشعرون بالغبن لطموحهم المتأخون الأممي، وبين ليبراليون هدموا سعة اليبرالية بالتأليب الهش على خصومهم فلا الناس ولا الحكومة تعامل بجدية ما يتقولون إذا قالوا ، وجاسر بدهاء مستحكم استحكمت الفكرة ( الجحاوية) عليه فجاء بتنوير جحا واحياءه، جاء بحماس جحا فقط وعاد للمطب (ليطهر السعودية كلها من الإرهاب والأخونة والحركية وليس بريدة) وبالوطنية وطنية ليس فيها الدعوة مثلا للتطوع في الجيش لمواجهة داعشية أو حوثية لا قدر الله على حدود وطننا النفيس كما فعل ذلك الشعب بغزو الكويت، أو لحث الشباب للإلزام بدورة عسكرية وطنية، أو حتى لتشجيع الهلال في صراعه الآسيوي ). لا ليس في أي شي من ذلك بل في اكتتاب بنك تجاري خاص، وكأن جاسر وهو يتجحنن بفكرته (البنك الاهلي)ليس إلا عبدالله باحمدان رئيس مجلس إدارة البنك الاهلي فما يهم البنك يهم رئيسه. ماذا درعمت ياجاسر خلطة سخرية جادة فقد فيها جاسر (جاحظيته) التي تسخر من صراع وجماع الأزواج الفقهاء منهم والصعاليك، وأحيا (جحاويته) وأثار سخطاً جاسر برؤية اشمئز منها الجميع وسخروا منها لم يناصره زميل أو عميل ، والفكرة من يكتتب ببنك (خاص)وطني ومن يمتنع اخونجي ، وما حكاية الربا غير لعبة صحوية كفشها جاسر حين قدّر بعد ان تفكر. صعق جاسر حينها أنه اكتشف أنه تم اكتشافه من الناس والحكومة أنه ليس حكومياً أكثر من الحكومة، وصدرت فتوى المفتي السلطة والمرجعية الدينية للحكومة والشعب ، بتحريم اكتتاب البنك الاهلي ، بل ودعا المفتي مشايخ هيئة البنك الذين افتوا بالجواز أن يتراجعوا عن فتواهم التي أقرت نسبة ربوية بـ٣٣٪ من رأس مال البنك، هذا والحكومة مساهم أكبر بملكية مال واستثمار البنك ، واليوم انحسار شديد في اكتتاب البنك مقياس جاسر الوطني، وطلع ثلثي الشعب حركيون دواعش ، كيف كل هؤلاء سييتم تطهيرهم؟ جاسر باختصار اليوم لم يعد نائباً وستستقبل مقالاته بعد وطنية الاهلي بالتغافل او الاستخفاف، مشكلة جاسر انه هرب من ظله لتكويه الشمس، فأراد ظله فتآكلت بالرمضاء (الفيّهِ) والحذاء، جاسر الرجل الذي فقد ظله! **يقول في حال ( النواب) عراب (المريسة ) ابوالطيب الكذاذيبي: ،، وحالات الزمان عليك شتى.. وحالك واحداٌ في كل حالِ!! **ويقول للنخب الفيلسوف جان جاك روسو: ( الوطنية الملاذ الأخير للاوغاد)!