تقدم إلى لجنة الترشيح في الانتخابات البلدية في البحرين الراقص في جلسات قناة وناسة المكنى بـ(أبو جندل)، وقد استغرب أثناء قيامه بتسجيل أوراق الترشيح من عدم تعرف أعضاء اللجنة عليه لأنه أشهر من نار على (بيست)!، وسجل في أوراق الترشيح أنه يعمل راقصا وطرح برنامجه الانتخابي الجميل والذي يمكنني تلخيصه بعبارة: (الرقص هو الحل)!. وكم تمنيت لو كنت في البحرين الشقيقة كي أتطوع للعمل في حملته الانتخابية الهزازة فنجاح أبو جندل مهم لكل من يعنيه أمر هذه الأمة التي لم تعد تعرف من فنون الرقص إلا رقصة الموت التي تصاحب عمليات النحر، فأبو جندل أفضل من مدعيي القومية الذين قهروا شعوبهم وقصفوها بالأسلحة الكيماوية، وأبو جندل أفضل من مدعيي الإسلام الذين فجروا وخربوا ونحروا وفعلوا كل ما من شأنه إعادة العالم العربي إلى القرون الوسطى، وأبو جندل أفضل من مدعيي الليبرالية الذين رقصوا على كل الحبال وباعوا مبادئهم على الأرصفة. في الرقص لا مكان للأطروحات الطائفية والعرقية ولا مجال للتنظير الفارغ والتصريحات الكاذبة، حيث يتوحد الجميع على اختلاف انتماءاتهم في بحر إيقاع واحد، وإذا تفلسف أحدهم واتهم الراقصين بالفساد فإنه يتجاهل الحقيقة المرة وهي أن فساد الراقصين المزعوم هذا أهون مليون مرة من فساد بعض السياسيين العرب الذين يرقصون فوق مليارات الدولارات ويتركون شعوبهم يتضورون جوعا. كما أن الرقص في قناة وناسة بالذات يختلف عن رقص فيفي عبده ونجوى فؤاد، فراقصو قناة وناسة يتميزون بإنكار الذات، حيث يظهرون كعنصر مكمل للمطرب والفرقة الموسيقية ويبذلون جهدا مضاعفا في هز الأكتاف دون أن يعرف أحد أسماءهم، وهذا بالضبط ما نحتاجه في عالمنا العربي حيث الذوات المتضخمة التي تسحق الآخرين دون رحمة وتأكل حقوقهم وتصادر إنجازاتهم إرضاء لنرجسيتها المستفحلة. لو منح أبو جندل الفرصة في تمثيل الجماهير لكان ذلك بداية للخروج من النفق المظلم الذي يمر به العالم العربي من المحيط إلى الخليج، حيث يستحيل اتهام أبو جندل بأنه يحمل أجندة خارجية فهز الأكتاف بهذه الطريقة لا يمكن أن يكون مرتبطا بأمريكا أو إيران أو تركيا بل هو من صميم الثقافة الشعبية ونحن اليوم في أمس الحاجة للحفاظ على هويتنا المستباحة بعد أن اجتاحتنا رقصات عجيبة غريبة منها رقصة البطريق التي لا يمكن إخراجها من بوتقة اللحن الواحد بعكس رقص أبو جندل ورفاقه الذي يتميز بالتعددية ويمكن أن يتعايش مع مختلف الألحان والإيقاعات. انتخبوا أبو جندل ولن تخسروا الرهان.. فقد رقص الكثيرون على جراحكم ثم باعوكم وباعوا الأوطان بأبخس الأثمان، أما أبو جندل فهو لم يرقص إلا من أجل إسعادكم.. على الأقل إذا لم يحل مشاكلكم فقد كسبتكم (الشكشكة).. (وعاش أبو جندل وعاشوا الحاضرين)!. نقلا عن عكاظ