خسر الهلال أمام الشباب في الدوري قبل السفر إلى سيدني، طيب.. وايش يعني؟ لمَ كل هذا الغضب والصخب؟ ما هو الأهم في نظر الهلاليين في المرحلة الراهنة، تحقيق لقب دوري أبطال آسيا، أم تحقيق لقب الدوري المحلي؟ قد يقول أحدهم: الهلال فريق جماهيري كبير، باستطاعته المنافسة على كل الألقاب خلال الموسم الواحد، وفي كل المواسم، لحظة يا أخي.. خسارة الديربي أمام فريق كبير لا تعني نهاية المطاف، ولا تستدعي استحضار كل هذه الضجة في توقيت حساس كهذا، وحياتنا بأكملها، بمن فيها وما فيها، قائمة على ترتيب الأولويات، فهناك المهم وهناك الأهم، ولكي لا تحتار، عليك أن ترتب أولوياتك وأن تختار، بين المهم وهو: ترسيخ الزعامة المحلية، والأهم وهو: إعادة الأمجاد الآسيوية. بات الهلال اليوم على بعد خطوتين من تحقيق حلم التتويج بـ "الآسيوية" التي طال غيابها عن خزينته، وأصبح النادي الأزرق عند المنعطف الأخير على اكتمال الفرحة الكبرى، ومن الطبيعي أن تنشغل أذهان لاعبيه بالموقعة القارية، وما أدرانا، فقد تكون الخسارة المحلية عاملاً محفزاً كبيراً للمدرب وللاعبين، يمكنهم من تحدي أنفسهم وإثبات قدراتهم أمام المنافس الأسترالي في ذهاب النهائي الآسيوي المرتقب. وعلى ذكر الفريق المنافس، فإن وسترن سيدني الأسترالي ليس بالخصم السهل، وعلى الرغم من حداثة عهده، إلا أنه استطاع أن يلمع آسيوياً بزمن قياسي، إذ أنه تغلب على بطل الدوري الياباني في دور الـ 16 من البطولة، ومضى تباعاً إلى إقصاء بطل النسخة الماضية ووصيفه من دور الـ 8 ومن دور الـ 4، وفي المقابل، فإن التركيبة الحالية للهلال، وشكله الفني الجذاب والأنيق، وحالة الترابط الفكري الواضح بين "ريجي" ولاعبيه، كلها مؤشرات تدل على قدرة "الزعيم" على مقارعة وقهر أعتى فرق القارة، بشرط أن يلعب الفريق العريق المباراتين الحاسمتين بروح إعادة صناعة التاريخ، واستعادة المجد الآسيوي الغائب، والأكيد أن روح الهلال متى ما حضرت، غاب المستحيل. المتابع للزوبعة الإعلامية التي أحدثها تأهل الهلال إلى المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا سوف يعي بأن سير الهلال نحو درجة التكامل الفني قد أزعج البعض، فلم يجدوا لهم من دون التشويش حيلة، ومحاولة فهم أبعاد هذا المشهد الإعلامي المشحون بالتوتر والنرفزة لا تتطلب منا أكثر من تطبيق معادلة بسيطة: الهلال.. ما إن يقترب، ستجد الكل يرتعب. وأما بالنسبة للحديث الرائج عن مفهوم "الوطنية"، وعن أمنيات البعض بخسارة الهلال للنهائي الآسيوي، فإنني لن أتوقف كثيراً عند هذه الجزئية، كوني لست من هواة المزايدة وتوزيع الصكوك، لكني سأكتفي هنا بقول: لم يبقَ لهم إلا التمني.. أيُّ يأسٍ هذا؟.