كما توقع الباحثون في الأمراض المعدية حول متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا» بأنه سيشهد مرحلة احتضان خلال فترة الصيف الذي يعد المكافح الأقوى للحد من انتشار الأمراض والعدوى وانخفاض الإصابة بحكم ارتفاع درجات الحرارة خاصة في المملكة، وفيما لايزال الجدل يترامى حول المتسبب الرئيسي في احتضان المرض بين الإنسان أو «الحيوان» ، بدأت الصحة ترصد ارتفاعا في معدل المصابين بالمرض مع اقتراب موعد الشتاء، ليتكرر ذات السيناريو الذي حدث العام الماضي في نفس التوقيت ليسجل أعلى معدلات حالات المصابين والوفيات بالمرض. وزارة الصحة التي استطاعت السيطرة على المرض في الأشهر الماضية ونجحت في بث الطمأنينة في المجتمع وإظهار صعوبة انتقال العدوى بين البشر في حال لم يكن هناك مخالطة مباشرة لمصاب بالتهاب رئوي، إلا أن هذه التطمينات ربما تفقد قوتها بعد أن أعلنت الوزارة تسجيل حالات جديدة لخمسة أشخاص أصابهم «كورونا» في محافظة الطائف. وبحكم أن وزارة الصحة هي الجبهة الأولى للتصدي للفايروس فإنها مطالبة بمواصلة ماحققته من نجاح في مكافحة المرض خلال الفترة الماضية، وتكثيف التدابير والاحترازات الوقائية والطبية والتعامل مع الفايروس بكل جدية ،قبل أن يعاود المرض في الانتشار. وحتى لا يتكرر خطأ التكتيم الذي صاحب بداية ظهور الفايروس في الفترة الماضية فإن المجتمع ينتظر من الوزارة أن تبذل كل ما تستطيع لإيصال المعلومات الصحيحة عبر قنواتها الرسمية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي للحد من الأخبار المغلوطة والمعلومات المفبركة. والحد من الإشاعات والمعلومات المغلوطة التي استغلها البعض من أجل تحقيق أهدافه الشخصية خارج الوطن. وفي ظل عجز الأبحاث العلمية حول لقاح المرض فإن الوزارة أمامها اتجاهان عريضان للوقاية من انتقال الفيروس؛ وذلك بالتنسيق مع الوزارات المعنية لمعرفة مدى انتشار الفيروس في الحيوانات وخصائص الحيوانات الحاملة والناقلة للمرض، واتخاذ الإجرءات الوقائية للمواجهة سواء في المطارات أوالمنافذ والموانئ باستخدام أحدث الأجهزة التقنية للكشف عن المصابين، إضافة إلى تكثيف التوعية لدى طلاب المدارس والكليات والجامعات وتعزيزهم بطرق الوقاية اللازمة ، فيما يظل الاتجاه الآخر والأهم هو التشخيص الدقيق للحالات المصابة وعزلها وعلاجها لمنع انتقال الفيروس إلى المخالطين والعاملين الصحيين في الوزارة وتهيئة المستشفيات بغرف العزل لمحاصرة المرض.