المطارات بالنسبة لسكان المدن، الدولية تحديدا، عادة ما تحمل ذكريات جميلة وترتبط برحلات وتنقل وسياحة وترفيه، لذلك تجد طاقة البشر فيها مرتفعة ولا تحدث فيها مشكلات، كالمستشفيات أو المدارس مثلا، لأن الناس يكونون خلال تواجدهم في المطار في سعادة غامرة عادة إلا من يعاني من مشكلات خاصة أو "النفسيات". مطار الملك عبدالعزيز بجدة يمثل بالنسبة لنا نحن سكان المدينة وكبقية مدن العالم شريانا تنبض فيه الحياة، ونعتبره أهم وأجمل مكان في البلد، حتى لو لم يكن سوى مبنى وحافلتين، يبقى الأهم ما يحمله هذا المبنى من رمزية وليس ما يقدمه من خدمات. المسافر عادة لا يحتاج إلى أي خدمات، يحتاج فقط إلى التعجيل بختم جوازه وإركابه الطائرة وإخراجه من المطار، فالتواجد في المطار ليس له أي أهمية ولذلك لا يعنينا تصنيف الأسوأ والأحسن ويبقى مطارنا أجمل مطار في العالم حتى إننا لا نسأل عن المطار الجديد البالغة تكلفته الـ٢٧ مليار ريال ومتى سيتم افتتاحه. صحيح أن هناك مطارات دولية "تفتح النفس" وتجعلك تتمنى أن تتأخر الرحلة حتى تستمتع بالمكان والزمان والوجوه والأشياء التي أمامك، لكن في مطاراتنا لست بحاجة لذلك فأنت في عجلة من أمرك دائما، ويكفي أن تأخذ زاوية فيها "فيش كهرباء" وترخي رأسك على جوالك حتى يعلن عن موعد الرحلة لتنطلق إلى الطائرة والسعادة تغمرك متناسيا أصلا أنك كنت في مطار سيء.