خمسة أعوام ونصف العام مرت منذ أن فاز ليفربول الإنجليزي على ريال مدريد الأسباني 5 / صفر في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بدور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. ولكن ظلت ذكرى الفوز 4 / صفر على النادي الأسباني في ملعب "آنفيلد" حاضرة في عقول وقلوب جماهير النادي الإنجليزي، إلا أن العديد من الأمور تغيرت منذ ذلك الوقت ، وعندما يحل ريال مدريد ضيفا على ليفربول باستاد آنفيلد نفسه غدا الأربعاء ضمن منافسات المجموعة الثانية بالبطولة الأوروبية ربما يسود بعض الشعور بالتوجس والحذر في أجواء الملعب الإنجليزي. وربما يكون غياب النجم الويلزي جاريث بيل عن صفوف ريال مدريد غدا مصدر تفاؤل إلى حد ما بالنسبة لليفربول ولكن مع وجود النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في مقدمة الفريق الأسباني الذي يضم أيضا لوكا مودريتش وكريم بنزيمة وخاميس رودريجيز ، فلا شك أن بطل أوروبا سيسبب الكثير من القلق لجماهير آنفيلد. ولا يرى بريندان رودجرز مدرب ليفربول أن مباراة ريال مدريد مصيرية بالنسبة لآمال فريقه في التأهل لدور الـ16 وحسب ، ولكنه يعتبرها أيضا مكافأة على مجهوده ونجاحه في إعادة ليفربول إلى دروي الأبطال للمرة الأولى منذ موسم 2009/2010 . ومع حلوله في المركز الثاني بترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز نهاية الموسم الماضي ، فقد أبهر ليفربول الجميع بقدراته الهجومية. وأكد رودجرز أن المنافسة في دوري الأبطال كمبدأ هو أقل ما يمكن أن يحققه فريق فاز بلقب البطولة الأوروبية خمس مرات من قبل. وقال رودجرز في مقابلة مع صحيفة "آس" الأسبانية :"تم تعييني في هذا النادي لإعادة ليفربول إلى سابق عهده باعتباره نادي ينافس على لقب بطل إنجلترا ويلعب في بطولة دوري أبطال أوروبا". وأضاف :"وقعت عقدا يمتد لثلاثة أعوام ، وكانت الخطة أن يبدأ ليفربول في المنافسة على لقب بطل إنجلترا في العام الثالث، ولكن هذا الهدف تحقق قبل عام من موعده". ومع ذلك فقد أكد رودجرز أن تقدم ليفربول واجه تعطلا كبيرا في الصيف الماضي عندما انتقل نجم هجوم الفريق ومنتخب أوروجواي لويس سواريز إلى برشلونة الأسباني ، ومع ضم عدد من اللاعبين الجدد لصفوف الفريق. وقال رودجرز :"نمر بفترة مثيرة مع وجود العديد من اللاعبين الجدد بصفوف الفريق. لاشك في أننا سنتحسن ولكننا سنقطع الطريق القصير في الوقت الراهن ونحن نعلم أن النادي سيتحسن كثيرا على المدى البعيد". ومن الواضح أن انتقال سواريز إلى برشلونة كان ضربة قوية لخطط التطوير في ليفربول ، كما أن إصابة المهاجم الشاب دانييل ستوريدج تركت النادي الإنجليزي بدون قوة ضاربة في المقدمة مع استعداده لاستضافة بطل أوروبا غدا. ولم يعد يتبقى بصفوف فريق ليفربول الحالي سوى القائد ستيفن جيرارد ولوكاس لييفا ومارتن سكرتيل من قائمة الفريق الذي فاز على ريال مدريد في دوري الأبطال عام 2009 ، بينما يعود من فريق مدريد السابق إلى آنفيلد غدا كل من الحارس إيكر كاسياس والمدافع بيبي إلى جانب ألفارو أربيلوا الذي كان بصفوف ليفربول في تلك الليلة. ويعتقد رودجرز أن الأجواء الفريدة لليالي المنافسات الأوروبية يمكنها أن تحفز ليفربول على رفع مستواه رغم عروضه الباهته في الفترة الأخيرة. وقال رودجرز :"الرائع بالنسبة لنا هو أننا سنلعب على أرضنا .. نتمتع بجمهور رائع ، وهذا الفريق بإمكانه أن يرتقي إلى مستوى الحدث". وأضاف :"من الواضح أن ريال مدريد ، باعتباره حامل اللقب ، فريق جيد على نحو استثنائي. وهو الآن فريق بالغ القوة كما كان دائما لسنوات طويلة". ولخص جوردان هندرسون نائب قائد ليفربول الشعور العام بين لاعبي الفريق عندما أكد أن ليفربول لا يخشى أحدا. وقال هندرسون :"لديهم العديد من اللاعبين الرائعين ولكننا نريد اللعب أمام أفضل لاعبين وأفضل فرق في العالم .. هكذا تطور نفسك كلاعب". وأضاف :"علينا أن نلعب المباراة بدون أي خوف مع التركيز على اللعب بالطريقة التي نعرف أننا نجيدها. علينا أن نرفع مستوى أدائنا. فنحن قادرون على تحقيق نتيجة جيدة".