تقول جدتي حمدة؛ تعليقا على نجيب الزامل في إضاءات الدخيل 2013: لم يتعرض بلدٌ للجوع والفقر كما تعرضت بلادنا!! أكل أجدادكم جلود الحيوانات النافقة، وأوراق الشجر، والحنظل، والحرمل، لكن أحدا منهم لم يقدم ابنته أو أخته (بالحلال) مقابل قوته ومأواه؛ لأن المرأة كانت هي رمز الشرف وشعر الوجه! فما أصعبها عليَّ ـ أنا يا جدتك حمدة ـ أن أتخيل ما يرويه عن فاطمة الفلبينية، بنت الحمولة السعودية، ذات الـ(11) سنة، التي تركها والدها السعودي (للحرام)، حيث تذهب للسيَّاح في غرفهم، وتقدم لهم ما لذَّ من مساجٍ ومزاج! و.. ركبت جدتي حمدة سيارتها (دوجٍ حمر والرفارف سود) وشخطت، وتركتني أمضغ مع نجيب العار الذي وضعنا فيه (الدجيج) السعودي؛ حيث يضيف: انشغلتُ (3) سنوات، فلما عدُتُ إلى مانيلا أخبروني أن فاطمة ماتت بـ(الإيدز)، وقد سبقتها أمها، التي هي أيضا بنت أسرة سعودية كبيرة! وما يزيد المأساة عمقا أن السبب في انشغاله هو انضمامه إلى مجلس الشورى! يا إلهي! قد يكفِّر إهماله فاطمة وأمها تأسيسُه بجهد فردي نبيل (رابطة العودة إلى الجذور)، ولكن كيف يكفِّر عن (شغلة ومانَّا شغلة)؛ كما تقول الحلا كله؟!! لقد كشف نجيب الزامل خطورة أوضاع بناتنا في الخارج بكل ما أوتي من جهدٍ، ومالٍ، وكتابات، ولقاءات تلفزيونية وشخصية، ووسائل اتصال، والمشكلة لا تزداد إلا تفاقما؛ إلى درجة أن هناك جمعيات تبشيرية عالمية صارت تخطف من تتبناه الرابطة: يغادر مبتهجا بـحفظ (نواف) للقرآن، ويعود وإذا به أشهر راقصٍ في الفلبين! أما بنات (الحمايل السعودية) فأرقاهن (شيلاني)، التي أصبحت عشيقة للرئيس! هذا ما وجده في الفلبين وحدها، حيث أشاد بتعاون السفارة وجهودها، ولكن هناك سفارات لا شغل لها إلا جمع ثمار رحلة (الدَّجِّ) على مدار الساعة!! أين هؤلاء الأشاوس الذين يغارون على المرأة (فيذا) من نسمة الهواء؟ أم إن الشرف خصوصية سعودية داخلية، فإذا غادرنا الحدود خلعناها كما تخلع كثيرٌ من نسائنا عباءات الرأس في الطائرة؟ و... جدتي حمدة ترجع عليَّ (ريوس)! ليتها دعستني قبل أن أرى بنتنا (ملاك) في المغرب!! نقلا عن مكة