×
محافظة المنطقة الشرقية

الدكتورة فوزية أخضر تستعرض قصتها الواقعية ومعايشتها لواقع الإعاقة

صورة الخبر

لا ينتهي يوم من أيام الأسبوع دون وقوع حوادث مرورية في مختلف مناطقنا، وتختلف درجات هذه الحوادث من حوادث بسيطة إلى مميتة، وغالبية هذه الحوادث نتيجة لقيادة المركبات بسرعة عالية، والمخالفات المرورية الأخرى، ولعل المطلع على إحصائية للمخالفات المرورية في بعض مدننا التي تم تسجيلها مؤخرا في أثناء تنفيذ الحملات المرورية يدرك تماما أن هناك مخالفات مرورية أكبر من المعدلات العالمية؛ ففي مدينة الطائف سجلت الحملة المرورية 1029 مخالفة، وفي مدينة الجبيل كان هناك 2400 مخالفة في أسبوع، أما الرياض فقد كان لها نصيب كبير من المخالفات المرورية بمختلف أنواعها فقد تم تسجيل 200 ألف مخالفة خلال عشرين يوما، وهذه المخالفات التي تم ضبطها في هذه المدن، أما التي لم يتم ضبطها فقد تكون أكثر بكثير من هذه الأرقام، ولا أعرف ما سيكون عليه الحال في بقية المدن عندما يتم تنفيذ حملات مرورية بها؟ والمتتبع للخدمات المرورية التي تقدمها إدارات، ومراكز، ووحدات المرور في هذه الأيام يجد أنها أقل بكثير عما كانت عليه في الماضي نظرا للتقدم التقني في تقديم بعض الخدمات المرورية، أو لمشاركة القطاع الخاص في هذا الجانب؛ فمراقبة المخالفات عند بعض الإشارات والسرعة الزائدة في بعض الشوارع أو الطرقات أوكلت للرصد الآلي بمشاركة القطاع الخاص، كما أن كتابة التقارير لكثير من الحوادث المرورية يتم من قبل شركة متخصصة في هذا المجال، ودور رجال المرور في هذا المجال مقصور على أنواع محددة من الحوادث، وبذلك فدور رجال المرور الميداني أصبح محصورا في العمل المكتبي الذي هو بدوره سيتقلص في المستقبل نتيجة لتوظيف تطبيقات التقنية في مجال تقديم الخدمات المرورية المختلفة، والعمل الميداني لرجال المرور اقتصر على دوريات ميدانية محدودة جدا، أو كتابة تقارير عن بعض الحوادث المرورية، ولذلك كان هناك غياب ملحوظ لرجال المرور عن الميدان، وانعكس سلبا على هيبة رجال المرور عما كانت عليه في الماضي؛ لأن وجودهم في الميدان شبه مفقود، وهنا أرى أنه من الضروري وجود رجال المرور بشكل مكثف ومستمر في الشوارع التي يتكرر فيها الزحام لتنظيم حركة السير، وفك الاختناقات المرورية التي تعاني منها كثير من مدننا في هذه الأيام. كما أن المرور مطالب بالوجود بشكل يومي عند مجمعات مدارس البنين والبنات لتنظيم حركات السير سواء في الصباح، أو في أثناء الخروج للقضاء على الازدحام، أو المخالفات المرورية الذي تعاني منه الشوارع القريبة من هذه المجمعات، والتي تتكرر في كل يوم دراسي. ومن المعروف أن دور رجال المرور لا يقتصر على الدور المكتبي، أو الميداني بل يتعدى ذلك إلى الدور التوعوي والتثقيفي، ولكن الدور الأخير لا يتعدى فعاليات محدودة في أثناء أسبوع المرور، وهذا الدور يكاد يكون مقصورا على أيام محددة في العام، والتوعية غير مربوطة بأيام معينة، بل يجب أن تكون على مدار العام من خلال فعاليات مخطط لها ومجدولة في مدارس التعليم العام، والجامعات، ومن خلال برامج إعلامية وبشكل مستمر، ولا يقتصر الأمر على برنامج، أو برنامجين فقط، بل نحن بحاجة لبرامج عديدة ومتنوعة ومستمرة في مجالات المرور، ويشارك فيها جميع أفراد المجتمع لنشر الثقافة المرورية وجعلها جزءا من ثقافتنا العامة، ومن حياتنا وممارساتنا اليومية، الجانب الآخر الذي بحاجة إلى نظرة من المسؤولين عن المرور هو دعم إدارات، ومراكز، ووحدات المرور بأفراد يتم انتقاؤهم بشكل دقيق، وتدريبهم بشكل مكثف للقيام بالأدوار المنوطة بهم بدرجة عالية من الإنجاز والأتقان، وتوفير سيارات، ودوريات حديثة تمكنهم من القيام بالعمل الميداني على الوجه المطلوب، وهنا أرى أن هيبة رجل المرور لن تعود بالمستوى المأمول إلا من خلال وجودهم المكثف في الميدان ومزاولة مهامهم بشكل مستمر، والعمل على حل المشلكات المرورية في الميدان، كما أنه من الضروري الاستمرار في المرور السري لتنفيذ الخطط المرورية، وتطبيق أنظمة المرور، ومراقبة الإشارات المرورية التي لا تغطيها كاميرات المراقبة لأن كثيرا من قائدي السيارات يحترمون الإشارات التي بها كاميرات (إشارات محترمة)، أما الأخرى فيتم قطعها وبشكل مستمر، أخيرا أتمنى ألا تكون الحملات المرورية في أيام محددة ثم تتوقف، نحن بحاجة لأن تكون هذه الحملات يومية وبشكل مستمر لتطبيق أنظمة المرور، ومن ثم احترامها في المستقبل من قبل مستخدمي الطريق.