تعرض وزير الخارجية الأميركي جون كيري من جديد لهجمات شرسة من مسؤولين اسرائيليين بسبب ربطه بين استمرار الاحتلال الاسرائيلي والتطرف الاسلامي في المنطقة. وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي العنصري غلعاد اردان للاذاعة العامة "مع كل احترامي لجون كيري وجهوده فانه يواصل تسجيل ارقام قياسية جديدة عندما يتعلق الامر بمحاولة فهم منطقتنا ومعنى خلافاتنا واعتقد اننا نستحق حقا هذه المرة رقما قياسيا جديدا". وكان اردان يرد على تصريحات لجون كيري الذي طالب الخميس من جديد باستئناف مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية. واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يؤجج "غضب الشارع" في العالم العربي وأكد ان كل قادة المنطقة الذين تباحثت معهم واشنطن بشأن التحالف الدولي في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية اكدوا ضرورة تحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال "يجب ان يدرك الناس الرابط. فهذا مرتبط نوعا ما بمشاعر المهانة والجحود وانعدام الكرامة" التي تشعر بها الشعوب العربية. وتساءل اردان العضو في حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "هل (انعدام الكرامة) هو الذي يؤدي الى صعود الدولة الاسلامية؟". واضاف "200 الف شخص قتلوا في سورية وبريطانيون واميركيون قطعت رؤوسهم، هل يمكن ان يكون ذلك خطأ مستوطنة معاليه ادوميم؟".-على تعبير العنصري الإسرائيلي- من جانبه قال وزير الاقتصاد نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي القومي الديني "سيكون هناك دائما من يتهم اليهود حتى عندما يذبح مسلم بريطاني مسيحياً بريطانياً". وردت واشنطن على هذه الانتقادات، وقال دبلوماسي أميركي تعليقاً على كلام بينيت "انه مهين بكل بساطة. لا يحتاج وزير الخارجية الى ان يعطيه الاسرائيليون أمثولة حول هذا الموضوع". واضاف المسؤول أمام عدد من الصحافيين ان الاسرائيليين "شوهوا تماما ما قاله" جون كيري. ورفضت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف ان يكون كيري "قد ربط بين اسرائيل وصعود الدولة الاسلامية"، متهمة المسؤولين الاسرائيليين بانهم اجروا "قراءة خاطئة لما قاله وزير الخارجية". ويتعرض كيري الذي تولى منصبه العام 2013 بانتظام لهجمات عنيفة من جزء من اليمين ومن وسائل اعلام اسرائيلية. وواجه في هذا السياق هجوما شرسا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الصيف الماضي الى حد دفع البيت الابيض الى الدفاع عنه. وهذا الهجوم العنيف كان سببه مشروع وقف اطلاق نار عرضه كيري على المتطرف نتنياهو ورفضته الحكومة الاسرائيلية. وأبدت الادارة الأميركية شكوكاً في أن يكون بعض الاعضاء في الحكومة الاسرائيلية قد سربوا عمداً وثيقة سرية للصحافة لإثارة النفوس. وقد ساهمت هذه الشكوك في التدهور الاخير للعلاقات بين (اسرائيل) وحليفها الأميركي الكبير.