أثار الكشف عن طالب يدرس الاقتصاد دهشة كبيرة في وسائل الإعلام الإسبانية، إذ استطاع هذا الشاب أن يدعي أنه مستشار نائبة رئيس الوزراء سراجا ساينث دي سانتاماريا، وأنه حلقة الوصل بين الحكومة والملك، وأن له علاقة بجهاز الأمن، وكان يتسلل بطريقة مثيرة ليحضر اجتماعات كبار رجال الدولة والمسؤولين والاقتصاديين ويشاركهم في نشاطاتهم ومناقشاتهم، وكان كل واحد من المسؤولين يظن أن هذا الشاب مصاحب لأحدهم، وأخذت صورته تظهر في وسائل الإعلام وهو جالس معهم والكل يظن أنه شخصية مهمة، لكن الجميع لا يعرفون هويته بالضبط. وينتمي الشاب ويدعى فرانثيسكو نيكولاس غوميث أغليسياس (20 سنة) إلى عائلة من الطبقة الوسطى، وهو حفيد ضابط في الجيش، وبدأ نشاطه السياسي مع «الحزب الشعبي» منذ أن كان عمره 15 سنة، ومن خلاله استطاع التسلق وحضور اجتماعات لكبار المسؤولين. وفي صفحته على الـ«فيسبوك»، أخذت صوره تظهر مع كبار الشخصيات مثل خوسيه ماريا إثنار رئيس الوزراء الأسبق، وأسبرانثا أغيري رئيسة إقليم مدريد السابقة، وآنا بوتييا رئيسة بلدية مدريد، وميغيل إرياس كانييته مستشار الاتحاد الأوروبي لشؤون الطاقة، وكانديدو ميندث رئيس اتحاد نقابات العمال، وشخصيات أخرى. ولكن أكثرها دهشة هو ظهوره في حفل تنصيب العاهل الإسباني فيليبي السادس، حيث استطاع التسلل والدخول إلى القصر لينضم إلى كبار الشخصيات التي حضرت الحفل، وليسلم على العاهل الإسباني، وله صورة ويظهر وهو يمد يده لمصافحة الملك. أدهش الشاب الجميع بقدرته الهائلة على الاجتماع والتباحث مع كبار رجال الدولة، ودارت حوله أقاويل كثيرة حسدا، خاصة لصغر عمره. ويقول أحد أعضاء المجلس البلدي في محافظة مدريد مندهشا: «في بعض المرات، كنت أحضر بعض الجلسات وأرى هذا الشاب وقد جلس في الصف الأول، بينما أجلس في الصف الثالث، أو الرابع». وقال عضو بلدي آخر: «كان هذا الشاب يبدو غريبا فكل شخصيات الحزب يعرفونه، ولكن لا أحد منهم يعرف من الذي نصـبه في هذا الموقع، أو من الذي يتبعه». وقال آخر: «في بعض الأحيان، كان يقطع كلامه معنا ليدعي أن أحد الوزراء قد اتصل به تليفونيا. ويدعي ادعاءات غير حقيقية، ومنها أن والده يشرف على مشاريع ضخمة»، وقال آخر: «كان يختلق الأخبار أمام البعض حتى إنه أخبر أحدهم بأن رئيس الوزراء ماريانو راخوي يفكر في إدراجه ضمن المرشحين لعضوية البرلمان». وكان رجال الأمن بدأوا بتقصي أخبار الشاب نيكولاس، في الصيف الماضي، بعد أن بث إشاعة تقول بأن الملك فيلبيبي السادس سيتناول طعام الغداء في مطعم سان ميغيل بمدينة ريباديو في محافظة لوغو، شمال إسبانيا، وبلغ من انتشار تلك الإشاعة أن استعدت المدينة لاستقبال الملك، وذهب رئيس البلدية فرناندو سواريث، بنفسه إلى ذلك المطعم للترحيب بالعاهل الإسباني فلم يجد في ذلك المطعم غير الشاب نيكولاس جالسا ليتناول الطعام مع أحد رجال الأعمال. ومنذ ذلك الحين، بدأ رجال الأمن بتتبع مصدر تلك الإشاعة التي اختلقها نيكولاس. اشترك نيكولاس في الكثير من النشاطات مع رجال الأعمال والسياسيين، وكان يرتدي دائما بدلة أنيقة للغاية، ويقود سيارة فاخرة، تبين بعد ذلك أنه كان يؤجرها، بل وحتى في بعض الأحيان كان يصل إلى الاجتماعات بسيارة فاخرة يقودها سائق، كي يظهر أمام الآخرين أنه شخصية مهمة، وبدأ يقنع الآخرين بأن في استطاعته التوسط لهم لتحقيق بعض المهمات، في محاولة منه لابتزاهم ماليا، لكن الخطأ الذي وقع فيه أنه اتصل بكريستوبال مارتيل، محامي الرئيس السابق لإقليم كاتالونيا جوردي بوجول، المتهم بالاختلاس، ليخبره بأنه من جهاز الأمن، وبأن بإمكانه التوسط في هذه القضية.