اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» أن تقارب رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان مع حركة حماس يسيء إلى وضع أنقرة في الناتو ويقلل من فرص انضمامها للاتحاد الأوروبي، وقالت المجلة في مقال لجوناثان شانزرعلى موقعها الإلكتروني أمس ان أردوغان لم يعد يخفي رغبته في تحويل حماس إلى عضو مقبول في المجتمع الدولي. مشيرا إلى أن أنقرة قدمت دعمًا ماليًا لحماس يصل إلى 300 مليون دولار على أقل تقدير. وأضاف الكاتب أن تعزيز علاقات أردوغان مع حماس قابله تردٍ في العلاقات مع تل أبيب، وأضاف شانزر: إنه بالرغم من محاولات نسيان الماضي واتخاذ كل من تركيا وإسرائيل خطوات في اتجاه تحسين العلاقات بينهما على إثر تسهيل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إجراء اتصال هاتفي بين أردوغان ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصدور اعتذار إسرائيلي عن حادث السفينة مرمرة واستعدادها لدفع تعويضات لأسر الضحايا، وعلى الرغم أيضًا من المصالح المشتركة بين تركيا وإسرائيل في الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن دعم أردوغان لحماس يمكن أن يشكل حجر عثرة خطير لعودة العلاقات التركية - الإسرائيلية إلى سابق عهدها. وذكر شانزر أن أحدث ملامح الدعم التركي لحماس جسده ايواء انقرة للقائد العملياتي البارز في حماس صلاح العاروري الذي يقال إنه مؤسس كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، والذي يعتبر حسب وصف أحد ضباط الاستخبارات الإسرائيلية «أحد أهم قادة حماس المسؤول عن الكثير من المهام الكبرى بما في ذلك التمويل والخدمات اللوجستية». واعتبر شانزر أن وجود العاروري في تركيا يزيد من مخاطر ما يسميه البعض المزيد من انخراط تركيا في تلك «اللعبة القذرة»، لاسيما بعد تورط «حماس» في محاولات خطف جنود ومدنيين في الضفة الغربية، ومحاولة تفجير قنبلة في أحد المولات المكشوفة، مع الاحتمال الأكبر بأن يكون العاروري وراء تلك المحاولات. واستطرد شانزر أنه نظرًا للأهمية الإستراتيجية لتركيا بالنسبة للولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالدور التركي في دعم المعارضة السورية، فإن الرئيس أوباما الذي يحافظ على علاقات ودية مع أردوغان، لم يصدر عنه أي مؤشر يدل على أن علاقات تركيا مع حماس تمثل مشكلة لواشنطن. واختتم شانزر بالقول إنه إذا اتضح أن العاروري يقف وراء تجنيد أو التخطيط لأي عمليات لحماس في الضفة الغربية، فإن مثل هذه العمليات سيكون لها عواقب وخيمة بالنسبة لتركيا، ليس أقلها اتهامها بأنها دولة راعية للإرهاب.