سبق - الرياض: طالب المهتم بشؤون وتوعية المستهلكين الإعلامي عبدالعزيز الخضيري المجتمع بالتفريق بين قطع الغيار الأصلية والتجارية والمغشوشة، مشيداً بالدور التوعوي الذي تقوم به مبادرة الله يعطيك خيرها، التي تتبناها جمعية الأطفال المعوقين بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور. وقال الخضيري خلال حلقة هذا الأسبوع من برنامج الله يعطيك خيرها، الذي يعرض على التلفزيون السعودي مساء كل يوم ثلاثاء على القناة الأولى، بالتزامن مع القناة الرياضية السعودية وإذاعة جدة، وبرعاية سبق، إن قطع غيار السيارات الأصلية هي من نتاج المصنع الأم، وبجودة عالية، ومطابقة للمواصفات والمقاييس الدولية، فيما القطع التجارية بالجودة نفسها تقريباً، وهي من نتاج مصانع مرخص لها من المصانع الأم مع فرق الضمان، أما الكارثة فتكمن في القطع المغشوشة، وهي التي غالباً ما تسبب الحوادث المرورية، وتتلف المحركات، وتؤثر في أداء السيارة وسلامتها بشكل عام. وأوضح الخضيري أن الغش التجاري غالباً ما يقع على القطع المستهلكة وذات تأثير قوي على المحرك والسلامة بشكل عام، مثل: المكابح، فلاتر الزيوت والإطارات. مرجعاً تفضيل المستهلكين للقطع المغشوشة إلى الاحتكار التجاري من قبل وكلاء السيارات في السعودية، وارتفاع أسعار قطع الغيار الأصلية بشكل كبير. واصفاً غلاء قطع الغيار الأصلية بـالفاحش، على حد تعبيره. وبيّن الخضيري أن السعودية انضمت لمنظمة التجارة العالمية بموجب اتفاقية تم توقيعها في 11 ديسمبر 2005، ونظمت غرفة تجارة وصناعة الرياض ندوة تعريفية حول فوائد انضمام السعودية لمنظمة التجارة، وما الذي سيجنيه المستهلكون من جراء هذا الانضمام بعد شهرين من توقيع الاتفاقية. وأحد المكاسب التي من المفترض أن يجنيها المستهلك هو وجود أفرع للوكيل في السعودية، وتقديم السلع مباشرة للمستهلكين؛ ما ينفي صفة الاحتكار عن الوكلاء، ويتيح للمستهلكين بشكل عام التواصل مع المصنعين بشكل مباشر. محملاً وكلاء السيارات في الوقت ذاته أسباب الحوادث الناتجة من استخدام المستهلكين قطع الغيار المغشوشة. وتساءل الخضيري عن سبب سفر الكثير من الشباب لدولة الإمارات العربية الشقيقة، إما لشراء سيارات أو قطع غيار أصلية، وعن الفارق الكبير بين أسعار الوكلاء في السعودية وسعرها في دولة الإمارات الشقيقة، متمنياً من وزير التجارة والصناعة إعادة النظر في مسألة احتكار الوكلاء لقطع الغيار، وإتاحتها للمستهلكين بأسعار تغنيهم عن استخدام القطع المغشوشة. وكشف الخضيري أن 76 % تقريباً من المستهلكين يعرفون أن ما يستخدمونه قطع مغشوشة إلا أنه لا يوجد لديهم الإمكانيات لاستخدام القطع الأصلية نتيجة ارتفاع أسعارها، محذراً المستهلكين من استخدام القطع المغشوشة في استخدامات تؤثر في سلامة سياراتهم وسلامتهم الشخصية. واقترح الخضيري خلال الحلقة أن يتحلى المستهلك بالقليل من الصبر، وأن يستعين مَن لا يعرف كيفية شراء القطع الأصلية من الشركات الأم بمن لديه دراية بهذا الجانب، وطلبها من مصدرها عن طريق الإنترنت لسهولة الاتصال، وكون المنتجات كافة حالياً يمكن شراؤها عن طريق الإنترنت مع ضمان الجودة والشحن. لافتاً إلى أن فروقات الأسعار بين القطع الأصلية والمغشوشة لم تعد قضية سعر، بل أصبحت قضية حياة أو موت؛ إذ أثبتت الإحصائيات أن أكثر من 3 آلاف شخص خلال العام يلقون حتفهم نتيجة لاستخدام القطع المغشوشة في سياراتهم. وحمّل الخضيري المهتم بشؤون المستهلكين في ختام حديثه الجمارك نسبة 80 % من دخول القطع المغشوشة للمملكة، مع انعدام الجانب التوعوي والأنشطة المتعلقة بتوعية المستهلكين، وعدم وجود حتى صفحة رسمية للجمارك على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وهو أقل ما يمكن إنشاؤه في ظل تفاقم شعبية هذه المواقع والفائدة الناجمة عنها للمجتمع، فيما حمّل وزارة التجارة نسبة 20 % من هذه المسؤولية مع تميز في أدائها التوعوي، مشيراً إلى أن هيئة المواصفات والمقاييس السعودية ينحصر دورها بشكل كبير في الجانب التشريعي، إضافة إلى الدور التوعوي الذي تقوم به على أكمل وجه. ووصف عبدالكريم الوليعي، مساعد مدير الإدارة العامة للقيود والتعريفة الجمركية بمصلحة الجمارك العامة، كمية المضبوطات من القطع المغشوشة التي تضبطها الإدارة سنوياً بـالمهولة، مبيناً أنه تم ضبط 54 مليون وحدة في عام 2012، منها أكثر من مليون قطعة غيار للسيارات، فيما بلغ عدد المضبوطات لعام 2013 أكثر من 124 مليون وحدة، منها 300 ألف قطعة خاصة بالسيارات. وقال الوليعي إن غالبية قطع الغيار المغشوشة التي يتم ضبطها تتمحور حول المكابح وفلاتر الزيوت، مؤكداً أن إدارة الجمارك أنشأت مختبرات خاصة لفحص المكابح والفلاتر والراديترات وبعض القطع الأخرى. وحول مداخلة ضيف البرنامج واستفساره عن امتلاء السوق السعودية بالقطع المغشوشة استشهد الوليعي بالتقرير الذي عرضه البرنامج بإمكانية استيراد قطع بجودة أقل بكثير من القطع الأصلية، ودخولها للمملكة بشكل نظامي، واستبدال مغلفاتها بمغلفات القطع الأصلية. موجهاً الدعوة لفريق برنامج الله يعطيك خيرها لزيارة المنافذ الحدودية، والوقوف على آلية العمل الجمركي في هذه المنافذ والجهود التي تبذلها الإدارة في هذا الجانب للحد من الغش التجاري. ثم عرض البرنامج تقريراً حول المراحل التي تمر بها فحص المركبات، والزيوت، وأجزاء السيارة كافة، مع شرح كامل من قِبل المهندس يوسف العامر المشرف على وحدة البترول حول كيفية التعرف على الزيوت المغشوشة. علماً بأن هيئة المواصفات والمقاييس السعودية قامت بالتعاون مع وزارة التجارة بتوفير لوحات إرشادية في المحطات كافة موضحاً فيها تصنيف الزيوت من حيث اللزوجة والأداء. ثم عرض البرنامج تقريراً عن مداهمة الفريق الأمني المشترك برئاسة الأستاذ صالح العنزي مأمور الضبط في وزارة التجارة، وضبط عمالة وافدة تقوم باستبدال المغلفات الخارجية للقطع المغشوشة بمغلفات لقطع أصلية، وتم إقفال المحل وتوقيف العاملين. ثم قامت كاميرا البرنامج بلقاء عدد من المواطنين والوقوف على شكاواهم حول قطع الغيار، الذين أجمعوا على أنهم يفضلون القطع المغشوشة على القطع الأصلية نتيجة غلاء أسعار القطع الأصلية. وعرض البرنامج مقاطع تفاعلية لعدسات المشاهدين لعدد من الحوادث الأليمة، التي تشترك فيها السرعة بوصفها عاملاً مشتركاً في هذه الحوادث. وعرضت الحلقة مقطعاً توعوياً لصديق الأطفال ناصح حول ظاهرة التفحيط وخطورتها على المجتمع، وما تخلفه من خسائر بشرية واقتصادية. وفي نهاية الحلقة ذكّر الغيدان بجائزة البرنامج للقيادة الآمنة، التي تقدمها هيئة الإذاعة والتلفزيون بالتعاون مع شركة توكيلات الجزيرة، وهي عبارة عن ثلاث سيارات فورد فيوجن لثلاثة سائقين ممن ينهون الموسم الأول من البرنامج دون الحصول على أي مخالفة مرورية، مشدداً على عدم محاولة السائقين ممن تحصلوا على أي نوع من أنواع المخالفات المرورية، كمخالفات ساهر مثلاً، المشاركة بالمسابقة؛ إذ إنها مخصصة للسائقين الخالية سجلاتهم من المخالفات المرورية.