×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / مركز الأعمال وخدمة المجتمع بتقنية المدينة المنورة يعرض فرصاً استثمارية للمدربين 

صورة الخبر

مغرد "مجهول" كتب في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تغريدة واحدة فقط أذهلت كل من قرأها، حتى غدت حديث المغردين خلال الأسبوع الماضي. تقول التغريدة التي كتبها المغرد في عام 2007 وهي الوحيدة في حسابه "استعدوا لوصول إيبولا". "إيبولا" هو مرض أصاب عديدا من دول غرب إفريقيا ويدعى علميا "الحمى النزفية"، وقتل حتى ساعة كتابة المقال نحو 4493 من البشر، وانتقل أخيرا إلى الولايات المتحدة، حيث أصيب مواطنان أمريكيان به. حالة رعب تعتري العالم أجمع بفعل وباء "إيبولا"، فالرئيس الأمريكي أوباما يدعو زعماء أوروبا للتصدي له ويستدعي الجنود الاحتياطيين وقوات الحرس الوطني للمساعدة في كبح انتشاره في غرب القارة الإفريقية، ومجلس الأمن يناقشه كأول مرض في العالم يتم وضعه على قائمة أعمال المجلس، ومنظمة الصحة العالمية تحذر منه وتخشى أن يصيب عشرة آلاف شخص أسبوعيا. نعود للتغريدة المجهولة المطالبة بالاستعداد لوصول "إيبولا" التي كتبت قبل ثماني سنوات، وأتساءل كغيري بعد تفشي كثير من الأمراض كـ "سارس" و"إنفلونزا الخنازير" و"كورونا" وأخيرا "إيبولا".. هل نحن أمام حرب عالمية "جرثومية"؟! الحرب الجرثومية استخدمها البشر منذ مئات السنين، وأول من سنها في التاريخ هم الرومان، فقد كانوا يلقون بالجثث في أبار مياه الخصوم من أجل تسميمها وإخضاعهم عندما لا تجدي الحرب التقليدية. تلاهم ــ أي الرومان ــ في استخدام الحرب الجرثومية "التتار" في عام 1347، فقد عمدوا إلى رمي الجثث المصابة بالطاعون عبر "المقاليع" على بلدة "كافا" في شبه جزيرة القرم بعد رفض سكانها الاستسلام للجيش المغولي، ما أدى إلى انتشار الطاعون في العالم وقتل بفعله 25 مليون شخص. لا يوجد لدي عقدة تدعى بـ "المؤامرة" ولكن ما يحدث في العالم في السنوات الأخيرة من انتشار رهيب لأمراض غريبة يدعو للتأمل، فما إن يحاصر مرض حتى يخرج علينا مرض آخر، وأكرر التساؤل نفسه "هل نحن بالفعل أمام حرب جرثومية تقودها ربما شركات الأدوية العالمية"؟ إن كنا نؤمن بأن الدول الكبرى في العالم تزرع الفرقة بين الشعوب وتسهم في نشوب الصراعات بين الدول من أجل الترويج لأسلحتها وبيعها وتنمية اقتصادها، فيجب أيضا أن نؤمن بأن شركات الأدوية أيضا ربما تعمد إلى النهج ذاته وتقود حربا "جرثومية" للترويج لأدويتها.. أقول "ربما" ولا أجزم.