×
محافظة المنطقة الشرقية

»دبي التجاري« يتوسع بـ 4 فروع قبل نهاية 2015

صورة الخبر

أربعون عامًا من العطاء في منصب حساس وموقع مهم. أربعون عاما من العمل الدبلوماسي المتواصل. أربعون عاما وسعود الفيصل في قلب أحداث جسام اجتاحت منطقتنا العربية الشرق أوسطية ولا تزال. أربعون عاما من المشاهد الصعبة التي ناءت بها منطقة الخليج بداية بحرب الخليج الأولى في بداية الثمانينيات بعد اعتلاء الخميني سدة الحكم في إيران، ثم كانت حرب الخليج الثانية عام 1991 عقب غزو صدام للكويت. هو تاريخ زاخر بالتعاملات السياسية والدبلوماسية التي تضفي على ممارسها شيئا جديدا كل يوم. وهي صفحات مليئة بدروس وعبر وتجارب لم يمهل القدر صاحبها طويلا حتى يسطرها فتبقى دروسا للأجيال القادمة، من خلالها يمكن تصنيف المواقف، وتحديد الاتجاهات، والتخطيط للمستقبل. يا ليته دوّن هذا التاريخ الحافل في كتاب شامل يروي الأحداث كما تمت، والمواقف كما صدرت ليحكم عليها التاريخ، فيسجل بها إعجابا ويستنتج منها دروسا. وبعد التاريخ المدوّن، كان يمكن للأمير الراحل أن يكتب رؤاه حول الأحداث الكبيرة والمحطات المتعددة التي مرت به خلال رحلته الطويلة في العمل السياسي، يصوغها من وجهة نظره، كما فعل ويفعل أقرانه الكبار من أمثال هنري كيسينجر وجيمس بيكر ووارن كريستوفر وكولن باول وغيرهم. ولأن الإنسان يُقاس بمواقفه لا بماله، ويُقيَّم بأقواله لا بثرواته، فإن التاريخ لم ولن ينسى موقف الدبلوماسي الأول في مؤتمر القمة العربية الأخير، حين تحدث عن مواقف روسيا الشائنة بحق الشعب السوري المغلوب على أمره المقهور على أرضه. تصدى سمو الوزير بكل جرأة وقوة، بل بكل صدق وتجرّد لكلمة الرئيس الروسي بوتين، فلامست كلمات الأمير القلوب قبل المسامع، وعبّرت عن موقف واضح ثابت من القضية السورية خاصة في بعدها الإنساني الأليم. لقد كان ذلك الموقف أنموذجًا للشخصية القوية التي يتمتع بها الأمير، ولمنبريته الفصيحة التي تعزز من ملكاته وقدراته ومواهبه التي يبزّ بها كثيرًا من أقرانه من الوزراء الذين عاصروه... منهم من ترك، ومنهم لم يزل. رحل سعود الفيصل رحمه الله، وطُويت برحيله صفحة ناصعة زاهية من كتاب الدبلوماسية السعودية. salem_sahab@hotmail.com