علي موسى العبدلي للخطاب الديني والثقافي دور في ترابط المجتمع وتماسكه، خاصة وإن كان يتميز بالتعددية الطائفية .. فأنا وصديقي لم نجعل اختلافنا المذهبي عائقاً في توطيد الصداقة بيننا، بل نرى أنفسنا أبناء وطن تجمعنا هويته التي اتحدنا بها، نقبل بعضنا بعضاً بعيداً عن إفرازات التحريض الطائفي، والجميل أننا مازلنا نتجاهل كل ذلك الاحتقان الذي خلفته تلك الإفرازات، هكذا هي علاقتنا ببعضنا في مجتمع بمختلف التوجهات والمذاهب والميول، لا نسمح بأن تكون حالة الإقصاء في ذروتها، كما لا نقبل بمحاولة تهميش الآخرين أو خدش نسيجنا المتماسك، بل نستثمر ذلك التعدد في التقارب بين مكونات المجتمع، فالمشهد اليوم في البلدان من حولنا يتجسد في تلك الصورة التحريضية التي لم يعد سكان بعض البلاد يتقبلون بعضهم الآخر، وبتنا نرى الفتنة التي أشعلها متشددو تلك التوجهات والمذاهب تمزق نسيج تلك البلاد، مما يتطلب منا إيجاد الوعي والاعتدال في خطابنا الديني والثقافي وأن نختزل ذلك الاحتقان المذهبي في إيجاد التوافق وتعزيز مفاهيم الانتماء تجاه الوطن بعيداً عن التأجيج، وتوليف ذلك التعدد ضمن نسيج واحد يصبح فيه الوطن هويتنا، وعلينا هنا أن نساهم في بناء ثقافة وطنية أساسها تقبل التنوع بكل أنواعه وصياغتها على أسس تتضمن الاحترام المتبادل وتعزيز التجانس وتفعيل تلك المبادرات والجهود الوطنية في توطيد العلاقات وبناء جسور التواصل بين متغيرات المجتمع، فالدور الذي تبذله قيادتنا حفظها الله تهدف من خلاله إلى إيجاد توافق أساسه المواطنة الصالحة ضمن الجسد الواحد دون تفريق أو تمييز وهي التي بادرت لترسيخ قيم التسامح والحوار بين الأديان والثقافات والتصدي للتطرف وتعميق بوادر التواصل على أسس التفاهم والحوار على المستويين الوطني والعالمي، وبكل تأكيد فهي حريصة على اللُّحْمة الوطنية بين أبنائها، ومساعيها بارزة في نبذ التطرف الديني بطابعه المتشدد المثير للتحريض، وجهودها عظيمة في تجفيف منابع التطرف لتعزيز قيم التسامح والتعايش الأخوي بين أبناء الوطن باختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم ضمن النسيج الواحد.