يوم الثلاثاء الماضي، الساعة (12،27AM) بتوقيت الطرف الجنوبي الأغر، تساءل الزميل سالم الشهري في الوطن: ماذا لو خسر الهلال؟ (فال الله ولا فاله ألف) ولكنه استهل المقالة بإجابة غريبة ليست مستغربة فقال: يبدو أن الهلاليين لم يستفيدوا من درسي الاتحاد والأهلي الآسيويين وها هم يكررونه بشكل أكبر وأفدح!! والخطأ الذي يعنيه هو عدم وضع احتمالها (أي الخسارة) في الحسبان!! واضح أنه يتكلم بمنطق العقل الرياضي هناااااك بعييييد؛ حيث خسرت إسبانيا بخماسية هولندية، ولم يعلن إقليم (كتالونيا) انفصاله! وخسرت (برُّ السيل) بسباعية ألمانية، ولم يعترفوا بأننا (سعودناهم)!! أولئك القوم يستعدون للمنافسات بكل التفاصيل، بدءاً من التربية الرياضية من (أولى/ مطبخ) إلى (سادس/ بلكونة)؛ فإن فازوا فرحوا، وابتهجوا، واحتفلوا، ثم ناموا ليستيقظوا على سؤال كل يوم: ماذا لدينا من جديد؟ وإن خسروا بادروا أولاً لتهنئة المنافس اعترافاً بحقه في الفوز، ثم انكتموا كتمة الفول المدمَّس على سؤال كل هزيمة: لماذا خسرنا؟ إنهم بكل بساطة: يفكرون ويخططون، ومن يخطط لا بد أن يتوقع أسوأ ما يمكن، ويعمل لتحقيق أحسن ما يمكن! وهم أشد منا حرصاً على أعمال الخير، فكل لاعب مشهور لديه مؤسسة خيرية (foundation)، تتخصص في تقديم خدمة اجتماعية، ولا تشترط على مستحقي تلك الخدمة أن تظهر عليهم سيما طائفة، أو جهة، أو توجه آيديولوجي! والأشد غرابة أنها لا تشترط عليهم (إثبات حياة)؛ كما تفعل وزارة الشؤون الاجتماعية عندنا! ومع ذلك فلم يربطوا بين منجزهم الدنيوي، وبين هذه الأعمال الخالصة لله تعالى، أو للواجب الاجتماعي!! أما (فيذا) فأرجو أن تعود لمقالتينا: (كيف تدار كرة القدم الخليجية؟) و(كيف عاد النصر؟) لتعرف ماذا ستفعل إدارة الهلال لو خسر الفريق العالمية (فال الله ولا فالي مليوووون)؟ ستقرر تغيير نجيلة الملعب، وكراسي المدرجات، كما فعل الراقي من قبل! وربما زادت بهدم وإعادة تعمير حي (العريجاء) بكامله؛ اعتقاداً بوجود سحر اسم الله علينا! ولن يكون النصر أفلح منهم في اكتشاف (العذول)؛ ولكن لا يضيعون وقتهم في البحث عن (M) ولديهم (S) واضحة كعين الـ(Sun)!! نقلا عن مكة