×
محافظة المنطقة الشرقية

مستوطن إسرائيلي يدهس طفلتين فلسطينيتين عمدًا

صورة الخبر

القمح هو ملك الحبوب وسيد المحاصيل، وهو حصن الأمن الغذائي وزاوية الارتكاز السياسي والتعامل الدولي في كل الحقب المتعاقبة، وهذا المحصول نتأهب حاليا لتوديعه بعد أن ظلت خلافاتنا وحواراتنا تحتدم على مائدته لأكثر من ربع قرن. هل سنودعه بالزغاريد لتوفير المياه الجوفية، أم بالدموع لأن البديل سيكون أكثر استهلاكا وأقل أهمية!! الواجب على وزارة الزراعة أن تدعو لاحتفالية وطنية كبرى تليق بهذه الحقبة التاريخية الهامة لتوديعه، وأن يشارك فيها كبار المزارعين والشركات الزراعية ووكلاء المعدات ومدخلات الإنتاج؛ لأنها أول من استدعته وحسنت من سلالاته وفتحت أمامه خزائن الإقراض وأفردت له المساحات الكبرى وحصلت من أجله على الجوائز الدولية، وينبغي على الوزارة أن تفتح متاحف وطنية لهذه المعدات الصدئة لتبصير الأجيال القادمة بهذه الحقبة وما صاحبها من مد وجزر. هذه المعدات والمساحات الهائلة التي خلفها المحصول، والتي وصل إنتاجها إلى أكثر من أربعة ملايين طن، ستكون رأسمال وطنيا مغضوبا عليه، وسوف تبقى في عهدة الهنود والأفغان لزراعة ما غلا ثمنه وخف حمله. وهذه المغامرة التي انتهت بهذه الصورة المأساوية جرت معها القمح الذي كان يزرع في جبال عسير وسهول جازان وعلى ضفاف الأودية، والتي كانت موطنا لهذه الزراعات قبل ظهور الصوامع، ولا تعتمد على المياه الجوفية، والتي لن تكون استثناء من إشارته الحمراء.