تعجبت كثيرا أن تسخر الدولة ـ حفظها الله ـ الميزانيات الضخمة لوزارة الصحة وتقوم بإنشاء المستشفيات الحديثة وتأمين الأجهزة المتقدمة ومع هذا نجد أن مرافقنا الصحية تعج بالفوضى ونعيش على إثر ذلك مآسي صحية !!! وأمام هذا الأمر يتبادر إلى أذهاننا التساؤل التالي: أين الإدارة المتخصصة مما حدث ويحدث في قطاعاتنا الصحية؟ فعند الإجابة عن هذا التساؤل يطل علينا الواقع وهو خير شاهد بأن العنصر الإداري المتخصص مفقود في القطاع الصحي وهو ما ترتبت عليه النتائج من فوضى ومآس وهدر للمال العام حيث فشل الأطباء والفنيون في إدارة المرافق الصحية. وتعود بنا الذاكرة حول هذا الموضوع إلى قول ابن حزم رحمه الله حيث قال: (لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون). يا معالي الوزير: هل يعقل أن يستأثر الأطباء والفنيون بالأعمال الإدارية في قطاعنا الصحي من قمة هرم الوزارة إلى قاعدتها وهم غير مؤهلين لها..!!!؟؟؟ يا معالي الوزير: إننا نتساءل هل نسلم بالأمر ونرى مستقبلا أن الإداري يتبادل الدور مع الطبيب فيصبح هو من يعالج المرضى؟ والطبيب يبقى على وضعه الحالي مديرا للمرفق الصحي؟ يا معالي الوزير: هل نرى حلا جذريا على يد معاليكم يكون متوافقا مع المنطق الذي يقول إن المكان الطبيعي والصحيح لكل طبيب وفني هو (العيادة والقسم الطبي) وليس الإدارة؟ يا معالي الوزير: إن الطبيب والفني الممارسين للعمل الإداري يشتركان مع الموظف الإداري في المسؤوليات والمهام الإدارية وساعات العمل بينما يختلف الفني والطبيب عن الإداري بفوارق شاسعة حيث يتميزان بمزايا مالية في الرواتب والبدلات، أليس في ذلك ظلم وإجحاف؟؟؟ يا معالي الوزير هذا الأمر بين يديك وعليك بهؤلاء وكتب الله لنا ولك التوفيق فيما يخدم الصالح العام.