ضاق الإنسان ذرعا بما يشاهده صبح مساء من صدامات وصراعات وحروب وقطع رؤوس، واصبح بحاجة الى الراحة النفسية لدرجة انك أصبحت تسمع من يقول (تنتابني بين الفينة والاخرى رغبة جامحة بترك الحياة المدنية والعيش منقطعا بالجبال والبراري). وهذا شعور طبيعي عندما تصل النفس البشرية الى حالة من القلق والتوتر والإحباط عندها ترى في الهدوء والسكينة والاسترخاء الحل الوحيد من اجل التخلص من الانفعالات السلبية الناتجة عن ضغوط الحياة العصرية وإعادة التوازن المقرون بالتوافق النفسي والاجتماعي. وهنا نقول بان الانسان بحاجة الى الخلوة النفسية والابتعاد عن صخب الحياة وهمومها من اجل ان يعيد ترتيب عالمه الداخلي. والخلوة العلاجية هي عبارة عن تكنيك معين يقوم به الشخص من اجل التخلص من الأفكار الانهزامية او السلبية والوساوس المزعجة والمواقف والخبرات المؤلمة. بحيث تعطى الأوامر بالتوقف عن التفكير في الأفكار السلبية وطردها فورا من الذاكرة واحلال الأفكار إلايجابية مكانها من اجل إعادة الطاقة النفسية وتحفيزها للانطلاق بالاتجاه الصحيح من اجل استرجاع صحته النفسية. ان للحوار الذاتي أهمية قصوى في الخلوة العلاجية بحيث يتحول الحوار من سلبي الى إيجابي حماسي تفاؤلي ببناء جمل وعبارات إيجابية يكررها بتركيز ذهني عال بحيث يغرسها لتحل محل العبارات السلبية. ان ديننا الاسلامي العظيم يحثنا على الاختلاء بالنفس ومحاسبتها والتفكر في خلق السموات والأرض قال تعالى: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ (18( وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) الغاشية .