إن ما يحدث مع كل نقلة تنمية وتحديث، هو أنها تحدث هزة في المجتمـع، وتحدث قلقا في استقراره على نمطه التقليدي، الذي ظل عليه ربما لآلاف السنين، أو مئات السنين على أقل تقدير. فحين ننشئ طريقا يربط ما بين أبعد مدينتين، فإننا يجب أن نضـع في الحساب التغيير الاجتماعي الذي سيحدثه هذا الطريـق على هاتين المدينتين، وتأثـير الهجرة المحتملة بينهما، والتداخل السكاني وماهى مردوداته المحتملة: الإيجابية والسـلبية. إذ إنه ونتيجة لهذا الطريـق ستحدث عمليات تداخل ثقافي واجتماعى بين المنتقلين على هذا الطريق، وعلى القرى الصغيرة التي يمر بها هذا الطريـق، وسيؤثر بالطبـع على اقتصاديات المدينتين والقرى التي يمر بها. ويؤثـر بالتالي على توجهات فئات الشباب من الجنسين، ويحدد، ربما، سقف طموحاتهم العملية والاقتصادية والاجتماعية. باختصار : سيمتد تأثـير المشروع التنموي والتحديثى ليشمل ما يمكن أن نسميه بالمنظومة القيمية والتقليديـة للمجتمـع. وإلى أن تكتمل دائرة العملية التنموية الشاملة ليدخل بعدها المجتمـع في ما يسمى «النموGrouth» ، وإلى أن يدخل في مرحلة ما بعد التنمية والتحديث، حيث تكتمل له صيغـة قيمية جديدة شاملة ومتكاملة، وغالبا ما ستكون على النمط الغربي، طالما أن النمط الغربي هو المسيطر على كل عمليات التحديث. إلى أن يأتي ذلك الوقت، سيعاني المجتمـع السعودي من مرحلة الازدواجية القيمية هذه، وبما أنها مرحلة انتقالية بمعنى : أن المجتمـع السعودي في مرحلته الراهنة لم يعد هو المجتمـع السعودي التقليدي القديـم، فقد تغيرت فيه الحياة بشكل جذري .. ولكنه أيضا لم يصبـح مختلفا نوعيا عن المجتمـع السعودي القديـم، إذ لازال يحتفظ ببعض ملامحه القديمة، ولاتزال العديد من المفاهيم القديمة تحتفظ ببعض سيطرتها، خاصة في المسائـل ذات الصلة القوية والحميمة بهوية إنسانه مثل الدين والتدين، القـيم الاجتماعية العرفية الأخرى.. هو إذن مجتمـع يعيش ازدواجية قيمية.. لأنه في مرحلـة انتقالية. www.binsabaan.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 215 مسافة ثم الرسالة