×
محافظة المنطقة الشرقية

الفيصلي يقتنص نجران.. وهجر والتعاون يكسبان العروبة والشعلة

صورة الخبر

عند التجول في أروقتها وبين جدرانها لا يساورك الشك في أن هناك من جسد التاريخ يوما من الأيام، فكل ما تراه على أطراف الحدقة يداعب مخيلتك ويدعوك إلى الغوص في ذاكرة المكان، ويحفزك على التخيل والحديث مع الذكريات التي أبت أن تغادر جدرانها ونخيلها وهديل حمامها .. إنها قرية "القصار" الأثرية فهي أول ما يبرز للمصطاف أو الزائر لأرخبيل فرسان، التي ظلت صامدة لمئات السنين في وجه كل الظروف الطبيعية، فبيوتها الحجرية وقفت صامدة في وجه العواصف والمتغيرات. وتعد القصار من القرى التراثية القديمة التابعة لجزيرة فرسان، الجزيرة الحالمة في الجنوب الشرقي من البحر الأحمر، وتبعد عن الجزيرة بنحو خمسة كيلو مترات جنوبا، وتعتبر أكبر واحة نخيل فيها. وتم بناؤها من الحجارة وجريد النخل، حيث ظلت لفترات طويلة يرحل إليها الأهالي في عدة مواسم، عقب اشتداد حرارة الصيف، وبعد موسم صيد سمك الحريد مباشرة، ومع موسم استواء الرطب الذي يستمر ثلاثة أشهر، وفي مواسم عودة الغائبين من البحار، إلى جانب احتفال ختان الذكور. وعند انتهاء مشروع التهيئة الذي نفذته الهيئة العامة للسياحة والآثار قبل فترة ليست بالطويلة، أصبحت قرية القصار في جزيرة فرسان بجازان جاهزة لاستقبال السياح والزوار، وأضحت القرية من المواقع السياحية التي تمثل مبانيها التراثية المحاطة بالنخيل عنصر جذب سياحي، وتعتبر أكبر واحة نخيل فيها، وتم بناؤها من الحجارة وجريد النخل. وتضمن المشروع تنفيذ ممرات للمشاة، وتنفيذ جلسات مظللة، وإنشاء مركز خدمات مصغر، وترميم الأسوار المطلة على الممرات، والمسجد ودورات المياه، إضافة إلى ترميم عدد من المنازل القديمة وتحويلها إلى نزل بيئية ومركز استقبال للزوار، وإنشاء مدخل للقرية ذي طابع تراثي، وتنفيذ وحدات إنارة للممرات ذات طابع تراثي. وبعد كل هذه المنظومة المتكاملة من المشاريع أمكن للسائح زيارة "القصار" الأثرية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أهمية القرية كونها منتجعا صيفيا يقضي فيها أهالي فرسان ما يزيد على الثلاثة أشهر متزامنة مع موسم يطلقون عليه (العاصف) وهي رياح الشمال الصيفية المعلنة عن موسم استواء رطب نخيلها، كما تمتاز االقرية بعذوبة مياهها الجوفية وقربها من سطح الأرض حيث لا يزيد عمقها على سبعة أمتار، إضافة إلى عثور الباحثون في المنطقة على نقوش خطت على بعض حجارتها بالخط الحميري ونقوش أخرى بالحروف اللاتينية القديمة، ونقوش تعود إلى عام 24 قبل الميلاد في منطقة الكدمي الواقعة في قرية القصار، كما وجدت كتابات بخط المسند الجنوبي تعود للعهد الحميري، وتحتوي القرية على الكثير من الآثار التي تعود إلى العهد الروماني، إذ بداخلها ما يشبه المعبد القديم وفيها بعض الرسومات والكتابات القديمة بعضها يعود للعهد الحميري، إضافة إلى الحصن الأثري الذي يعود إلى الفترة الإسلامية.