هاجم الطيران الحربي التركي أهدافًا لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا يوم الأحد في أول عملية جوية كبيرة منذ بدء عملية سلام قبل عامين، حسب ما أورد أمس الموقع الإلكتروني الإخباري التركي «حريات». وقال الموقع إن الضربات الجوية ألحقت «ضررًا كبيرًا» بالمواقع التابعة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني. وأضاف أنها جاءت بعد قيام حزب العمال بقصف موقع عسكري في إقليم هكاري قرب الحدود العراقية على مدى ثلاثة أيام. وشهدت تركيا في الأيام الماضية تظاهرات موالية للأكراد في كل أنحاء البلاد وتخللتها أعمال عنف أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى وأضرارًا مادية جسيمة. ونظمت التظاهرات احتجاجًا على رفض حكومة أنقرة تقديم مساعدة عسكرية لمدينة كوباني (عين العرب) التي تسكنها أغلبية من الأكراد عند الحدود السورية والتي سيطر تنظيم «داعش» على بعض مناطقها. وكانت تركيا بدأت في خريف 2012 محادثات مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبدالله أوجلان لوضع حد للتمرد المسلح الذي يشنه حزبه منذ 1984 وأوقع قرابة 40 ألف قتيل. وأعلن المتمردون الأكراد وقفا لإطلاق النار من جانب واحد في مارس وبدأوا بسحب قسم من مقاتليهم من تركيا نحو قواعدهم في جبل قنديل بشمال العراق، إلا أنهم علقوا العملية قبل عام معللين ذلك بأن النظام في أنقرة لم يلتزم بتعهداته بإجراء إصلاحات للأقلية الكردية في البلاد والبالغ عددها 15 مليون شخص. وعاد التوتر بين الجانبين فجأة منذ هجوم ارهابي «داعش» على مدينة عين العرب. وحذر أوجلان من أن سقوط كوباني سيكون معناه انهيار عملية السلام وأنذر الحكومة بضرورة القيام بمبادرات قبل الأربعاء.