توقف تقدم قوات «البيشمركة» بعد سيطرتها على ناحية ربيعة الحدودية مع سورية (غرب الموصل)، وقرى قرب ناحية زمار، لكن تبادل القصف المدفعي مع مسلحي «داعش» ما زال مستمراً على طول الجبهة في مناطق سهل نينوى، وهناك مؤشرات إلى أن الأكراد يتوجهون لاستعادة السيطرة على قضاء سنجار. فقد تحولت المعارك إلى حرب مواقع على طول الجبهة. وقال المسؤول في «البيشمركة» المرابطة في جبل بعشيقة (شمال غربي الموصل) كفاح كونجي لـ»الحياة» إن «القوات تقصف بشكل شبه يومي مواقع مسلحي داعش في المنطقة، أما بالنسبة إلى الطيران الحربي فإنه يحلق من دون أن يقصف أي موقع، باستثناء أهداف في كوجلي، وقد قصفت أمس (أول من أمس) البيشمركة مناطق كانونه وعمر قابجي وكوكجلي»، وأوضح أن «قواتنا تتمركز في جبل بعشيقة وبحزاني فيما يتمركز إرهابيو داعش في السلسلة الأولى من خط الجبل، وفي شرق بعشيقة وتحديداً في منطقة العزاوي، في مقابل قواتنا في سوق الغنم المحاذي»، مشيراً إلى أن «الملل وعدم صدور أوامر بالهجوم والبقاء أسابيع من دون تحرك عسكري، مع مشاهدة تحركات عناصر داعش، يدفع بعضنا أحياناً إلى تصرفات فردية». ولفت كونجي إلى أن «تنظيم داعش نقل خلال اليومين الماضيين معداته في بعشيقة وبرطلة إلى وسط الموصل، كما أقدم على تفجير منازل مسؤولين إداريين سابقين في سهل نينوى، ومعمل الخياطة في برطلة الذي أفرغوه من محتوياته قبل تفجيره»، وأردف أن «تصرفات التنظيم الأخيرة مؤشر إلى أنه ليس قادراً على المقاومة في مواجهة هجوم حقيقي وأن وسط الموصل سيكون نقطة المواجهة الصعبة فقد عزز مواقعه وحفر خنادق في بعض أطراف المدنية». وعن السكان في المناطق التي استعادتها قوات «البيشمركة»، قال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي» في نينوى سعيد مموزيني لـ»الحياة» أن «قسماً منهم عاد إلى بيوته، خصوصا في سد الموصل الذي سجل عودة نحو 400 أسرة، فضلا عودة السكان إلى ناحية ربيعة، خصوصا من عشيرة شمر الذين ساعدوا البيشمركة في حربها ضد داعش، ناهيك عن ناحيتي مخمور وكوير، غرب اربيل، ونطمئن العائدين إلى أن البيشمركة لا تفرق بين مكون وآخر». وعن التطورات داخل الموصل قال إن «الوضع متوتر للغاية، والإرهابيون مستمرون في إعدام ناشطين وأكاديميين، كما منعوا طلبة من الموصل من الالتحاق بجامعتهم في كركوك، وقبل يومين تم إعدام عنصرين في داعش من أصل 15 كان التنظيم اعتقلهم إثر خلافات على اختفاء ثلاثة ملايين دولار»، وزاد أن «داعش اعتقل نحو 40 من أفراد الشرطة السابقين لرفضهم تنفيذ الأوامر الصادرة من التنظيم». في الأثناء، نقلت وسائل إعلام محلية عن شهود قولهم إن «مسلحي داعش أعدموا صحافياً كان يعمل في فضائية نينوى الغد، بعد شهرين من اختطافه، وخطفوا صحافيين آخرين من حي التحرير» (شرق الموصل). من جهة أخرى، أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في اربيل مع وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند «حاجة البيشمركة إلى أسلحة ثقيلة، مثل المروحيات والدبابات، لتعزيز قدراتنا في مواجهة ما يملكه داعش من أسلحة ثقيلة»، في المقابل طمأن هاموند الأكراد إلى «مواصلة تقديم الدعم من الناحيتين العسكرية والإنسانية»، وقال: «لن نترككم وحدكم». من جانبه قال رئيس الإقليم مسعود بارزاني خلال لقائه هاموند إن «الإقليم يواجه حرباً طويلة مع عدو صعب يمثل تهديداً للجميع، ويملك قدرات دولة»، وأكد أن «البيشمركة رغم الحصار المفروض عليها من بغداد تمكنت من مواجهة التنظيم الإرهابي ببسالة».