نشرت مجلة "الإغاثة" المتخصصة في الشأن الإغاثي والإنساني التي تصدرها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية كبرى المنظمات الخيرية والإغاثية في العالم الإسلامي وهي إحدى الهيئات التابعة لرابطة العالم الإسلامي، نشرت هذه المجلة المرموقة في عددها رقم 64: رمضان – شوال 1435هـ خطابا باللغة الإنجليزية تلقاه سعادة الأمين العام المكلف لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية الأستاذ إحسان بن صالح طيب من صاحبة السمو الملكي الأميرة (ألكسندرا) من العائلة الحاكمة في بريطانيا ورئيسة المنظمة الدولية (سايت سيفرز) في المملكة المتحدة وهي منظمة عالمية رائدة معروفة تُعنى بمرضى العيون على وجه الخصوص.. وقد أعربت سموّها عن شكرها وتقديرها لهيئة الإغاثة لمشاركتها مع هذه المنظمة العالمية في (مؤتمر الإمارات الدولي لإنقاذ البصر حول مرضى العمى النهري والتراخوما) الذي انعقد في أبوظبي بتاريخ 30/4/2014م. وكانت مشاركة الهيئة في المؤتمر مشاركة مهمة وفاعلة. وأكدت سموّها في خطابها لسعادة أمين عام الهيئة أن إسهامات الهيئة ستساعد الكثير من المحرومين من نعمة البصرعلى تجاوز محنتهم وإنقاذ بصرهم. واللافت أن الخطاب المنشور في مجلة "الإغاثة" مع ترجمته العربية مكتوب بخط يد الأميرة ألكسندرا الجميل في صفحتين، وقد استخدمت قلماً يشبه قلم الخط الذي نستخدمه في كتابة الخط العربي. وقد لفت نظري في هذا الخطاب التأريخي عدة أمور: أولها أن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية تحظى باحترام وتقدير على المستوى العالمي عموماً وفي الغرب خصوصاً، وهذا الخطاب الذي خطته إحدى سيدات الأسرة المالكة في بريطانيا (بصفتها رئيسة منظمة إغاثية دولية) واحد من خطابات شكر وتقدير عديدة للهيئة تتسلمها على الدوام من مسؤولين كبار في العالم كله، لأن عمل الهيئة اليوم يمتد إلى معظم دول العالم ولله الحمد ومكاتبها الخارجية تنتشر في دول إسلامية وغير إسلامية. وقد برّأها مجلس الأمن مؤخراً رسمياً من تهم بدعم الإرهاب ثبت أنها تهم باطلة ظالمة، وعادت إلى سابق عهدها بل بانطلاقة أكبر لإغاثة الملهوف ونجدة المحتاج وعلاج المرضى وإطعام الجياع حول العالم. والأمر الثاني الذي لفت نظري في هذا الخطاب الذي اعتبره وثيقة تأريخية أن الأميرة الإنجليزية كتبته بخط يدها وأرسلته إلى أمين عام الهيئة بالبريد، وكان بإمكانها بالطبع أن ترسل بريداً إلكترونياً أو خطاباً مطبوعاً يعده لها أحد العاملين في سكرتاريتها بكل سهولة، وكما يفعل اليوم كل المسؤولين حول العالم، حتى أن كثيراً من المحافل الرسمية اليوم تستهجن الكتابة بخط اليد في أي مخاطبات رسمية أو حتى ودّية، ولكن هذه الأميرة العتيدة أرادت أن توحي بأهمية الكتابة اليدوية التي تعتبر اليوم تقليدية جداً، بل إن البعض يذهب إلى أن الكتابة اليدوية ستنقرض قريباً جداً، وأزعم أن الخطاب حمل رسالة أخرى جميلة هي اعتزاز الإنجليز بلغتهم وتراثهم وخطهم التقليدي الجميل ولا تبهرهم التكنولوجيا والثورة الرقمية المعاصرة. وهم حريصون على أن لا تضيع مهارة الخط لدى جيلهم الجديد كما ضاعت في أقطار كثيرة وأوشكت أن تضيع في أقطارنا العربية، إذ أصبح الكثير من أبنائنا وبناتنا لا تستقيم لهم جملة عربية واحدة يكتبونها بخط أيديهم لا نحواً ولا صرفاً ولا إملاءً ولا أسلوباً، ناهيكم عن الخط الرديء الذي يحتاج إلى منجّم ليقرأه، وأزعم أننا أولى من الإنجليز في المحافظة على خطنا العربي العريق الهندسي الرائع بكل طرائقه وأشكاله ما بين رقعة ونسخ وثلث وفارسي وديواني وسوى ذلك من أشكال الكتابة الفنية التي أوشكنا أن نضيعها في ظل اعتمادنا الكامل على الكتابة باستخدام الحاسوب على كل المستويات التعليمية والإعلامية والرسمية. ولسنا ضد استخدام التقنية على الإطلاق فهي تقنية باهرة سهلت الكثير من شؤوننا الحياتية، ولكن يجب أن لا نجعلها تطغى على الكتابة اليدوية بشكل عام. أذكر أنه قبل سنوات قليلة كنا نعمل جاهدين للحصول على الاعتماد الأكاديمي لجميع برامجنا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز وكان عميدنا آنذاك سعادة الأستاذ الدكتور محمد سعيد الغامدي وفقه الله، وقد وفقنا الله بالحصول على الاعتماد لجميع برامجنا دون استثناء، ومن الملاحظات المهمة التي استفدنا منها كثيراً من الفريق الأمريكي الذي زار كل الأقسام والبرامج أنهم لاحظوا أننا نركز كثيراً على تقنيات التعليم لدى الأساتذة والطلاب، فنبهونا إلى أنهم خففوا من ذلك كثيراً في أمريكا اليوم، لأنهم أحسوا بأن الطلاب فقدوا الكثير من المهارات المهمة، وأهمها مهارة الكتابة اليدوية، وهي فرصة سانحة لتوجيه نداء لسمو وزير التربية والتعليم الأديب المثقف الغيور على لغة القرآن، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رعاه الله أن يوجّه بالمزيد من الاهتمام بالخط العربي في مختلف المستويات الدراسية، فالله تعالى علّمنا بالقلم. Moraif@kau.edu.sa للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (53) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain