اتفقت الشرائعُ السماويةُ على أنّ حقّ العامل في الأجْر أهـمُّ التزامٍ مُلْقَى على عاتق صاحب العمل، وربطَ القرآنُ الكريم بين العمل والأجْر، وأوْجَبَ على صاحب العمل، أن يحفظ حق العامل كاملا، ولتأخير دفْع مرتبات بعض العمّال مخاطرُ جسيمةٌ، يخطئ مَنْ يؤخرها، بل أكاد أقول: إنهُ يرتكب جريمةً بحق العمال، وبحق نفْسه، عدا الإساءة البالغة لوطنه، وسُمعته، ومكانته الدولية، آخر عملية تـأخير دفع مرتبات العمال -وأرجو أن تكون أخيرها- كانت في المنطقة الشرقية حيث "تأخرت مستحقات ورواتب 36 مشرفا و4 حراس أمن، يعملون بأندية الأحياء بالمنطقة الشرقية 3 أشهر دون معرفة الأسباب" (صحيفة اليوم، 3 شعبان 1434هـ، ص 14) ويصل التأخير في دفع المرتبات أحيانا "إلـى 5 أشهر لجميع العاملين في برنامج "انطلق" في 15 جمادى الآخرة من العام الماضي" مما يطرح عددًا من التساؤلات: أين الجهات التي تسببت في التأخير مِنْ قوْل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَعْطُوا الأجيرَ أجْرَهُ قَبْل أنْ يَجِفَّ عَرَقُه"؟ ألا يـهدف هذا التوجيه النبوي إلـى: رعاية حق الأجير بأداء أجره إليه دون تأخير، أو مماطلة، أو تسويف؟ لماذا يسوم بعضُ أصحاب العمَل بعضَ العُمّال سوءَ العذاب؟ ويمنعونـهم من الإنفاق على نسائهم وأطفالـهم، وهُمْ صامدون في صمتهم!! صامدون في التعسف بـهم!! صامدون في حرمانـهم من حقوقـهم!!. مَنْ يقبلُ الذُّلَّ على نفْسِه؟ أو على أولاده؟ مِن المؤسف حقا أن عُمال هؤلاء الأحياء "ينتسبون لأربعة أندية افتتُحت مؤخرا لتطوير التعليم في المملكة" ومن المؤسف أيضًا أنّ عملية تأخير المرتبات والمستحقات "بدأت منذ انطلاقة البرنامج" ومن المؤسف ثالثًا أن "التأخير لَمْ يقفْ عند المرتبات فحسب بل تعدى ذلك، حيث إن بعضًا من مستحقات الميزانية التشغيلية للأندية الأربعة، لَمْ تصرف بعد، وهي المحرك الديناميكي الأساس للأندية". من الظُّلم ألا يُعْطَى الأجيرُ أجْرَه، ومن الظلم ألا يؤدي المخدومُ للخادِم أو العامل ما يستحق. إنّ تأخير دفع مرتبات بعض العمال والشغالات موقفٌ لا أخلاقيٌّ، يؤدي إلـى الاحتجاج دفاعًا عن النفس، فيا أصحاب العمل "أَعْطُوا الأجيرَ أجْرَهُ قَبْل أنْ يَجِفَّ عَرَقُه". BADR8440@YAHOO.COM للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (94) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain