إدارة حشود بشرية بهذا الكم الهائل من البشر بالملايين ، في موسم الحج ،ليست بالبساطة التي يتصورها من يحمل هاتفاً ذكياً بيده معززاً مكرماً إما في بيته ،أو من أحد مواقع حملات الحج ذات الخمسة نجوم ،ويغرد على حسابه في توتير ويقول إن موسم حج هذا العام من أسوأ المواسم لأن القطار في المشاعر المقدسة تعطل ؟! ليعطي فرصة لمن يتربص بنا والإساءة لنا بأن يستغل هذه السقطة غير المبررة ،وزلة اللسان الذي دائما يزل من هذا الشخص الذي زعم في فترة من الفترات أن نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم - وأنا هنا اقتبس من فمه -" كان قبل الإسلام ربما يهدي أو يبيع الخمر"؟!!ومرة أخرى نعتنا نحن الكتاب ، كتاب الرأي والمقالات،الذين يدافعون عن الوطن ويكتبون عن همومه وقضاياه، في صحف الوطن ،التي لها مصداقيتها واحترامها ،بنعوت نترفع عن ذكرها !! الغريب أن قناة " العالم " الإيرانية،الحاقدة والفاقدة للمصداقية وللمهنية الإعلامية ،سبق وأن شنت عليه هجوماً عندما تهجم على رسولنا الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام وقال مقولته السابقة ، وعندما نعت الحج بأنه الأسوأ بسبب تعطل القطار لفترة وجيزة قامت تلك القناة الفارسية بالاستشهاد بأقواله وأنه صادق في أقواله ؟! بالأمس القريب تتهجم عليه تلك القناة واليوم تستشهد بأقواله ؟!! مواطن يأكل من خيرات بلده الذي علمه حتى وصل إلى ما وصل إليه ومع تلك الجهود الكبيرة التي بذلها وطنه لم يمسك لسانه ليقول خيراً أو يصمت. أنا لا أعرفه وليس بيني وبينه إلا الاحترام ولكن أي شخص يتطاول على الرسول أو الأنبياء والرسل أو على الوطن وإنجازاته أو ولاة الأمر فيه سوف نتصدى له نحن معشر الكتاب. وطن عظيم بحجم المملكة التي لها ثقلها في العالم أجمع وفي العالمين العربي والإسلامي ويأتي أحد من أبنائها، مع الأسف ،ليقلل ويستنقص من الخدمات والمجهودات الكبيرة التي تقدمها المملكة للحجاج؟! في مقالات وأعوام سابقة تحدثت عن كيف أن وزارة الداخلية مع زميلاتها الجهات الحكومية الأخرى نجحت في إدارة حشود بشرية على مدى عقود طويلة من الزمن بلغ تعدادها ما يقارب الثلاثة ملايين حاج،في رقعة جغرافية صغيرة،وفي وقت محدد،وفي مكان محدد.إنها بالفعل معجزة بل فن أبدعه رجال الأمن البواسل في جميع قطاعاتهم الأمنية التي تعمل بتنسيق متكامل بل بانسجام مع بعضها البعض ومع زميلاتها بقية الجهات الحكومية الأخرى،التي تشارك بإمكاناتها البشرية والمادية، والتي تلعب دوراً رئيسا في هذا التنسيق وهذا الانسجام. ولكن عندما يكون حديثنا عن أمن الحجاج فإن وزارة الداخلية هي المناط بها مسؤولية أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام الذين جاءوا من معظم دول العالم ليشهدوا منافع لهم في بقعة صغيرة جدا. جهود كبيرة تبذلها وزارة الداخلية ممثلة بالجوازات ،المناط بها تنظيم دخول الحجيج وتسهيل إجراءات دخولهم عبر منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية،وإصدار التراخيص لتنظيم حجاج الداخل بما فيهم المواطنون من أجل إفساح المجال للضيوف القادمين من الخارج لكي يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة. نتحدث عن أمن الحجاج والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم يقوم به الأمن العام. وإدارة للمرور لآلاف المركبات تتحرك في وقت واحد حيث تعتبر جميع أيام الحج ذروة. ودفاع مدني مناط به مهام متعددة لنشر إرشادات السلامة وبث التوعية للحجيج والمحافظة على سلامتهم وأرواحهم. وحرس الحدود المناط به مراقبة حدود المملكة ومنع أية عمليات تسلل أو تهريب للممنوعات أو البشر. نتحدث عن لجنة عليا للحج تقوم بالتخطيط والمتابعة والإشراف على جميع قطاعات الدولة وليست الأمنية فحسب. فلجنة الحج العليا هي عبارة عن لجنة أعمالها مستمرة طوال العام حيث تبدأ أعمالها مباشرة بعد انتهاء كل موسم حج لمعرفة مكامن الخلل والأخطاء وتلافيها في مواسم الحج القادمة ،فهي مستنفرة طوال العام تبحث وتدرس وتستقصي وتستخلص النتائج وتضع آلية لها من أجل التنفيذ المباشر من قبل الأجهزة الأمنية المعنية بالسهر على أمن الحجاج وحمايتهم وتقديم كامل الرعاية لهم وغيرها من قطاعات الدولة الأخرى المشاركة في خدمة الحجاج. فالمملكة معنية بأمن الحجاج وراحتهم وسلامتهم حتى يرجعوا إلى أوطانهم سالمين غانمين. نخلص إلى القول أن من ينكر الجهود التي تبذلها المملكة فهو ناقص عقل وحاقد وبخاصة الجهود المبذولة لحفظ الأمن في عالم مضطرب نعايشه الآن من حولنا، كل يبحث فيه عن مصالحه الخاصة وليس مصالح الأوطان التي تقدم على كل شيء. إنها بالفعل جهود كبيرة تستحق الإشادة والتقدير لهذا الوطن ورجاله المخلصين ولولاة أمره الذين يديرون بلداً عظيماً بكل حكمة واقتدار. sultama@hotmail.com twitter : @alangari_sultan للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (29) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain