لنتفق أن أهل التواصل الاجتماعي يبحثون عن كل شيء طريّ . فما أن يظهر إفشاء أو إشاعة أو بوح إلا وكتبوه وزادوا عليه. وقد يوصلونه إلى مدى يصعب معه تصديقه. الفترة القادمة في بلادنا وغيرها قد تكون مليئة بالأحداث الساخنة التي قد يستغلها البعض في نشر الإشاعات والأخبار والأحداث الكاذبة لأهداف في انفسهم، أو لعدم المعرفة الكافية للخطورة الكامنة وراء نشر هذه الأخبار. لذلك قبل أن تقوموا بنشر أي خبر أو حدث رجاء تبينوا وتأكدوا لصالحكم وصالح من حولكم. ثمة مثل شعبي يقول: كلّش (كل شي) إذا ردّد ينقص، إلا الهرج (الكلام) إذا ردّد يزيد. وهذا كلام لا يفتقر إلى الدقة. كان قائد القوات الفرنسية في الحرب العالمية الأولى مشهوراً بصمته وتكتّمه المطبقين. وكان الناس يسألون سائقه السؤال التقليدي اليومي:- - هل تحدّث القائد؟ وهل قال كلاماً أو رأياً يوحي بموعد انتهاء الحرب؟ وفي ذات يوم جاء السائق إلى أقرانه مستبشراً وهو يقول:- - لقد تكلّم القائد هذا اليوم. فسألوه:- - هاه... وماذا قال... وهل قال شيئاً عن موعد انتهاء الحرب؟ - قال السائق:- - لا... لقد سألني... متى تنتهي هذه الحرب؟ نُرخي آذاننا للمذياع والتلفاز، لنسمع ما يدور، وأعتقد أننا توارثنا ذلك. ومن غير المذياع والتلفاز نجد أن الكل يعطي "إسهاماً" في نقل الخبر.. وتفسيره.. وتوقع نتائجه.. وربما الإضافة إليه. ألا ترون أننا نستعذب الأخبار الطرية؟ * قال أبو تمام: أين الرواية بل أين النجوم وما صاغوه من زخرف فيها ومن كذبِ