وصفت مصادر إيرانية محادثات يجريها في فيينا اليوم وغداً، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع نظيريه الأميركي جون كيري والأوروبية كاثرين آشتون، بأنها حساسة وحاسمة لإيجاد مخرج للمفاوضات المتعثرة بين طهران والدول الست المعنية بملفها النووي. وكان عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، رجّح تمديد المفاوضات إذا لم يبرم الجانبان اتفاقاً نهائياً يطوي الملف، قبل موعد نهائي في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بعدما أصرّت إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) على مواقفها، خلال محادثات في نيويورك الشهر الماضي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأعلن ناطق باسم آشتون أن الأخيرة ستلتقي ظريف في فيينا اليوم، ثم يعقدان اجتماعاً ثلاثياً الأربعاء مع كيري. لكن المصادر الإيرانية لم تستبعد تمديد المحادثات إلى الخميس، بسبب حساسية المسائل المُختلَف عليها، مثل تخصيب اليورانيوم ومنشأة فردو المحصنة للتخصيب ومفاعل آراك الذي يعمل بماء ثقيل، إضافة إلى العقوبات المفروضة على طهران. وأبلغت مصادر إيرانية «الحياة» أن فشل محادثات فيينا في تحقيق نتائج تسهّل إبرام اتفاق نهائي، يعني الدفع في اتجاه تجميد المفاوضات على مستوى وزاري والتوجه نحو اتفاق مرحلي بعد تمديد المفاوضات. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ»الحياة» إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يستبعد إبرام اتفاق قبل 24 تشرين الثاني، مستدركة أن الإدارة الأميركية يهمّها التوصل إلى اتفاق قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المرتقبة في 4 تشرين الثاني. وتعتقد هذه المصادر بأن الديموقراطيين يحتاجون إلى اتفاق مع طهران، بسبب موقفهم الضعيف في الانتخابات، إذ تُظهر استطلاعات للرأي تقدّماً للجمهوريين. ورجّحت المصادر أن تشهد الأسابيع الخمسة المتبقية من المفاوضات، ضغوطاً متزايدة من الجانبين، خصوصاً في ظل الأوضاع الإقليمية المتشنجة. وترى مصادر مستقلة أن أمام الإدارة الأميركية احتمالات عدة، فإما إنهاء المفاوضات من دون اتفاق، ما يعني عودة الأمور إلى مرحلة ما قبل اتفاق جنيف المبرم بين إيران والدول الست في تشرين الثاني 2013، أو التوصل إلى حل وسط في إطار «اتفاق مرحلي»، على أن تُستأنف المفاوضات بعد تمديدها، أو إبقاء المهلة مفتوحة إلى حين اكتمال شروط إبرام اتفاق نهائي. وثمة تكهنات بأن المنطقة ستتأثر في حال عدم توصل الجانبين إلى اتفاق، نهائي أو مرحلي، إذ أن الأمر يعني رغبة الجانبين أو أحدهما، بإبقاء التطورات في المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات.