انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إعلانات البناء الاستيطاني الأحادية الجانب التي تقوم بها إسرائيل، معتبراً انها «خرق واضح للقانون الدولي» و»لا ترسل الاشارات المناسبة». وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في القدس امس: «ادعو حكومة اسرائيل الى التراجع عن هذه الانشطة». كما دعا الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني «الى العودة بسرعة الى طاولة المفاوضات، مع الاستعداد للقيام بتنازلات صعبة، لكن ضرورية». وتابع: «القيام بأعمال احادية الجانب ليس اساساً للمستقبل»، مؤكداً ان «حل الدولتين هو الطريقة الوحيدة لجلب السلام الى الجانبين». من جانبه، حض نتانياهو الامين العام للامم المتحدة على منع تحركات الفلسطينيين «الاحادية الجانب» في الامم المتحدة، وقال: «لا يتم تحقيق سلام حقيقي الا عبر مفاوضات ثنائية مع الذين يؤمنون بالسلام». واضاف: «اعتقد ان الخطوات الاحادية الجانب التي يتخذها الفلسطينيون في الامم المتحدة لا تخدم السلام». واكد انه «في حال تريد الامم المتحدة دعم مصالحة حقيقية، فعليها تجنب اي خطوات قد تقوض السلام». في الوقت نفسه، اتهم نتانياهو «متطرفين فلسطينيين» بالوقوف وراء ما وصفه «بأعمال العنف» في المسجد الاقصى بعد اندلاع مواجهات جديدة في باحته. وقال: «اسرائيل ملتزمة الحفاظ على الوضع الراهن تماماً كما كان عليه لعقود. ما نراه عبارة عن متطرفين فلسطينيين يقومون بالتحريض على العنف». «الاستفزازات» في الاقصى وكان بان دعا في وقت سابق امس الى وقف «الاستفزازات» في الاماكن المقدسة في القدس، قائلاً: «انا... قلق للغاية من الاستفزازات المتكررة في الاماكن المقدسة في القدس. وهي تؤدي فقط الى تأجيج التوترات، ويجب ان تتوقف». وكان بان وصل الى القدس قادماً من رام الله حيث التقى رئيس الحكومة رامي الحمدالله. وقال بان في مؤتمر صحافي مشترك مع الحمد الله، إنه يحمل رسالة أمل لإعادة بناء قطاع غزة، داعياً الى العمل على خلق مستقبل أفضل لسكان القطاع وانهاء القتل والمعاناة فيه. وسيزور الامين العام للأمم المتحدة قطاع غزة اليوم ليطلع على حجم الدمار الذي تعرض له. وقال إن الحكومة الفلسطينية ستلعب دوراً مهماً في الإشراف على عملية إعادة الإعمار بمساعدة المجتمع الدولي. واضاف: «إن عملية الإعمار مهمة جداً بالنسبة الى قطاع غزة، غير أن الأهم هو العمل على عدم تكريس الوضع القائم، خصوصاً ان قطاع غزة تعرض ثلاث مرات الى التدمير». وتابع ان الاطفال في غزة تعرضوا الى ثلاثة حروب متواصلة، محذرا من خطورة الآثار النفسية المترتبة على ذلك. واضاف ان الأمم المتحدة توصلت الى اتفاقية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تقضي بالسماح بإدخال مواد البناء الى القطاع. واكد «ان عقوداً مضت على الاحتلال، وآن الأوان أن يكون هناك حل للدولتين، اذ ستواصل الأمم المتحدة جهودها لتحقيق هذا الهدف». ودعا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الشجاعة في الانخراط بعملية سياسية تفاوضية تؤدي إلى اتفاق سلام. من جانبه، قال الحمد الله إن نصف الأموال الذي تم التبرع بها في مؤتمر إعمار غزة، سيخصص لإعادة الإعمار، فيما النصف الآخر سيكون لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني في السنوات الثلاثة المقبلة. وحض الدول المانحة على الإسراع في الوفاء بتعهداتها من اجل الاسراع في اعادة الاعمار وتخفيف معاناة المواطنين.