لم يكن ان تنتهي جولة من جولات دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين حتى تتجه الأنظار نحو التحكيم السعودي وابراز سلبياته واخفاء ايجابياته وحتى التحكيم يحاول ان يلتقط انفاسه من إخفاقات الموسم الماضي التي يسعى رئيس اللجنة عمر المهنا وبقية الاعضاء للنهوض بالتحكيم السعودي خاصة ان بداية تولي المهنا رئاسة اللجنة عام1431هـ - 1432هـ وضح جلياً التطور الملحوظ في أداء الحكام من جولة الى جولة ومن موسم الى موسم حتى موسم 1434هـ - 1435هـ الذي تراجع فيه التحكيم لعدة أسباب ربما حاول المهنا ايجاد الحلول لها، لكن دون جدوى خاصة ان تقليص عدد أعضاء اللجنة من 8 اعضاء الى 4 بعد سن الانتخابات الجديدة لرئاسة وعضوية الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم، ورغم معرفة الاتحاد هذه المشكلة، إلا ان الوضع لم يتغير خلال هذا الموسم. كما ان ابرز السلبيات عدم الاستفادة من الكفاءات الكبيرة التي يمتلكها التحكيم السعودي، ويأتي الابرز عضو لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي عضو اللجنة الاستراتيجية لتطوير التحكيم المحاضر الدولي علي الطريفي رغم انه من اوائل المحاضرين في الاتحادين الآسيوي والدولي. إلا ان الاتحاد السعودي لم يسع جاهداً لتواجد مثل هذه الكفاءات في منظومة تطوير التحكيم، وكذلك الحكم المونديالي والمعتزل مؤخراً خليل جلال الذي يحمل خبرة كبيرة استطاع اكتسابها من تواجد في سلك التحكيم لأكثر من 10 سنوات ماضية. وعلى الصعيد الإداري للجنة الحكام ورغم قلة الموظفين لم تسع اللجنة بتواجد دعم عاجل لحل مشاكل وسرعة انجاز المعاملات الخاصة بالتحكيم وربما عدم الاستعانة بنائب رئيس لجنة الحكام سابقاً ابراهيم العمر الذي تعافى من المرض الذي لحق به مؤخراً ولو كمستشار للجنة من ابراز السلبيات. وكذلك عضو اللجنة السابق مهنا الشبيكي الذي كان يعمل وينجز بشكل كبير إلا ان اللجنة لم تسع لتواجده مرة أخرى، والمعضلات الأساسية التي لم تجد لها لجنة الحكام الحالية برئاسة المهنا أو مما سبقوهم حلا هي المكافآت. فرغم المكرمة الملكية من ملك الانسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في تسديد المتأخرات لمكافآت الحكام إلا انه منذ تشكيل الاتحاد الجديد الذي استبشر الحكام بتواجده لم يتغير أي شيء، بل أصبح التأخير على جميع المستويات، ويأتي في مقدمتهم دوري عبداللطيف جميل للمحترفين وكذلك مسابقة كاس الملك وكأس ولي العهد. من جهة أخرى سيدخل حكام الشباب والناشئين عامهم الثالث دون صرف مكافآت، وكذلك حكام دوري الدرجة الثانية وحكام كأس الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - الاولمبي رغم اقتطاع مكافات حكام دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين من الاندية. إلا انه حتى هذه اللحظة لم تصرف ليضع الاتحاد السعودي ولجنة الحكام نفسيهما في موقف سيئ أمام الشارع الرياضي، وكذلك الحكام, ولم تعمل اللجنة على حل مشكلة حماية الحكام من الإعلام. وكذلك من الاساءات المتكررة طوال الفترة الماضية رغم اقرار الاتحاد السعودي لكرة القدم في اجتماعه قبل الاخير تكليف محام للحكام للنظر في الاساءات المتكررة سواء من الإعلام أو الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعية، وكذلك بعض لاعبي الاندية خاصة أندية دوري الدرجة الثالثة وما يطلق عليها دوري المناطق. الدورات والمعسكرات أقامت لجنة الحكام برئاسة عمر المهنا عدت معسكرات ودورات للحكام والمقيمين استعداديه لهذه الموسم، ويأتي معسكر الحكام الخارجي بجمهورية تركيا الذي تواجد فيه 49 حكما وحكما مساعدا استطاعت من خلالها جلب محاضرين على مستوى عال بما فيهم من تواجد بالاشراف على حكام كأس العالم الاخير بالبرازيل. ويأتي في مقدمتهم الماليزي صبح الدين والانجليزي ري، وكذلك المحاضر المختص في اللياقة البدنية الأرجنتيني اليخون، حيث استمر 13 يوما. أما المعسكر الداخلي الذي استمر 5 ايام، واستهدف 39 حكما وحكما مساعدا حكام دوري عبداللطيف جميل ودوري الاولى الذين لم يشاركوا في المعسكر الخارجي. حيث استقطبت اللجنة المحاضر الدولي السنغافوري شمس المدين، ويعتبر من أفضل 5 محاضرين في العالم, وأقامت اللجنة دورة لمدة يومين باشراف المحاضر شمس المدين لمقيمن الحكام بحضور 49 مقيما, أم معسكر الناشئين والشباب الذي تواجد فيه الحكم المونديالي الاوزبكي رافشان، واستمر 6 ايام وتواجد 65 حكما وحكما مساعدا. أما دورة حكام كأس الأمير فيصل ودوري الدرجة الثانية التي استمرت 5 ايام وكانت تحت اشراف مسؤول تطوير التحكيم بمكتب عمان المحاضر الدولي إسماعيل الحافي بحضور 69 حكما وحكما مساعدا. تعتبر اللجنة الحكام من حيث أسماء المحاضرين المشرفين على الدورات والمعسكرات قد نجحت في استقطاب أفضل الخبراء وهذا من أهم مزايا اللجنة في تواجد أفضل الخبراء في العالم. الحكم المدرسي شرعت اللجنة في أقامت عدة اجتماعات مع المسؤولين لأطلاق مشروع الحكم المدرسي الذي يستهدف طلاب المرحلة الثانوية بعد اعتماد تنفيذه بين رئيس الاتحاد أحمد عيد ووزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل. وسيستهدف المشروع الطلاب في 6 مناطق ومحافظات تحت اشراف ممثلين من لجنة الحكام و وزارة التربية والتعليم وسيكون على 3 مراحل أول بالمناطق لتحديد الحكام. وأقامت دورات في نفس المناطق والمرحلة الاخيرة أقامت تجمعا في معسكر يقام بالعاصمة الرياض، ويهدف المشروع لايجاد قاعدة تحكيمية ذات مواصفات محددة تختارها لجنة الحكام. حكام المستقبل تهدف لجنة الحكام في الشهر المقبل لاطلاق دورة حكام المستقبل والسير على نهج الاتحاد الآسيوي في استهداف حكام صغار في السن يمتلكون موهبة التحكيم وتطويرها سريعاً والزج بها في المسابقات المتقدمة وهذا من الايجابيات التي سنتها لجنة الحكام. حيث عقدت الموسم الماضي 3 دورات لـ «25» حكما وحكما مساعدا وطورت قدراتها تحت اشراف عدة اسماء لها شأن كبير، ويأتي في مقدمتهم المحاضر الدولي علي الطريفي والمحاضر يوسف ميرزا والحكم المونديالي خليل جلال والمسؤول عن تطوير حكام بالقانون عبدالمحسن الزويد بجانب المحاضر عزيز الشريف. مدير الدائرة تسعى لجنة الحكام منذ أكثر من سنة الى تواجد مدير دائرة للتحكيم بالاتحاد السعودي لكرة القدم يكون مسؤولا عن تطوير التحكيم ووضع البرامج والخطط والاشراف على تنفيذها، وتأتي هذه الرغبة بعد رغبة الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا والاتحاد الآسيوي في تواجد مدير دائرة لكل اتحاد أهلي. من جانبها تواصلت اللجنة مع عدة اسماء وكانت قريبة من التعاقد مع الايطالي روزتي إلا ان الاخير اعتذر عن الحضور بسبب ظروفه الاسرية لتتجه البوصلة نحو اسماء أخرى. وعقدت اللجنة اجتماعاً هاماً مع مسؤول تطوير التحكيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم الاسباني السيد فرناندوا من اجل دراسة وضع التحكيم السعودي بعد وضع جميع المعوقات والصعوبات لإيجاد مدير لدائرة التحكيم وخبير تحكيمي مؤقت حتى ايجاد مدير دائرة. ووعد فرناندوا بالعمل والمساعدة في حل هذه الاشكالية خاصة انه تدخل ضمن عمله في الاتحاد الدولي وهي مساعدة الاتحادات الأهلية على تطوير مستوى حكامها. اساءات مواقع التواصل الاجتماعي رغم اقرار الاتحاد السعودي لكرة القدم في اجتماعه قبل الاخير بتواجد محام خاص بالحكام لوقف الاساءات بعد الخطوة الرائعة من صرامة لجنة الانضباط في وقف الاساءات من مسؤولي الاندية واللاعبين وهي ما منحت ارتياحا نسبيا للحكام. إلا ان مواقع التواصل الاجتماعي (التويتر والفيس البوك والانستقرام) تشهد تجوازات كثير وكبيرة في حق الحكام والتحكيم السعودي دون ايجاد رادع، وتعتبر هذه سلبية لدى الاتحاد السعودي، وكذلك لجنة الحكام لعدم ايجاد الحماية الكافية للحكام. الزويد والقانون رغم تواجد المحاضر السعودي رئيس لجنة الحكام الفرعية بالاحساء عبدالمحسن الزويد اجادته في تطوير مستوى الحكام بقانون كرة القدم من خلال استفادته وتواصله الدائم مع المحاضر الدولي علي الطريفي وحضوره دورة المحاضرين بدولة الامارات العربية المتحدة التي أقيمت تحت اشراف مدير تطوير التحكيم بالاتحاد الدولي الاسباني فرناندو لم يستفد من كفاءته خاصة ان اغلب الحكام يتواصلون معه عن طريق «الواتساب» لتطوير قدراتهم في القانون الذي يعتبر ركيزة أساسية للحكام, ورغم ان لجنة الحكام استقطبته في بعض الدورات، إلا ان الاستفادة منه لم تكن بالشكل المطلوب. المكافآت لم تنجح لجنة الحكام الرئيسة في انهاء مشكلة تأخر المكافآت لجميع المسابقات وتسليمها للحكام والاستفادة منها بجعلها حافزا مهما للحكام، حيث لم ينه الاتحاد السعودي لكرة القدم أو لجنة الحكام مشكلة تأخر المكافآت خاصة ان المتأخرة بعد مكرمة الملك تدخل موسها الثالث سواء لدوري الشباب أو الناشئين. وكذلك كأس الأمير فيصل الاولمبي ودوري الدرجة الثانية ودوري ركاء وكأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين وفروقات لحكام دوري عبداللطيف جميل للموسم الماضي 1434هـ - 1435هـ لم تصرف حتى هذه اللحظة. كما انه رغم زيادة مكافأة حكام دوري عبداللطيف جميل هذا الموسم التي وصلت الى 5 آلاف بعد اقراره من الاتحاد السعودي لم تسلم للحكام علما بأن الاتحاد السعودي قد استقطع مكافآت الحكام من الاندية قبل صرف مستحقات الاندية من الراعي والناقل للدوري, وهي معضلة قديمة لم تنته ولم يجد لها المسؤولون ح خاصة انها من اسباب تراجع مستويات الحكام، وربما مغادرة مواهب كثيرة من سلك التحكيم بسبب عدم استلامهم المكافآت. الموقع الالكتروني رغم نجاح لجنة الحكام في عهد عمر المهنا في ايجاد سبل تواصل بين اللجنة والإعلام من خلال ايجاد موقع الكتروني على الشبكة العنكبوتية «الانترنت» يهم الحكام، وكذلك الإعلام والشارع الرياضي تسعى اللجنة جاهدة سنوياً لتطوير موقعها الرسمي من خلال تلافي السلبيات وتطوير الايجابيات، حيث طورت الموقع ليحاكي النقلة الإعلامية للاتحاد السعودي من حيث التصميم والحماية. كما اصبح الموقع من خلال المواد التحكيمية التي تضعها اللجنة محل اهتمام بعض الاتحادات الخليجية والعربية. وكذلك بعض الحكام الخليجيين والعرب، حيث تمت الاستفادة من الاختبارات التي توضع، وكذلك الاعتبارات الجديدة وبعض حالات الفيديو، وكذلك كتاب القانون الذي يوضع سنوياً بعد اضافة التعديلات الصادرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم. من جهة أخرى أنشأت لجنة الحكام موقعا احصائيا خاصا بها لسهولة وضع تكاليف الحكام ومعرفة نسب الحكام بشكل دقيق اثناء التكاليف ويكون في النهاية ارشيفا للحكام يتم العمل عليه حالياً. وهو ما سيساعد المسؤولين في التكاليف كثيراً خاصة مع تقارب النسب بين الحكام وعدم تكرار الحكام على الاندية، ويمكن الرجوع لنسب الحكام في كل موسم متى ما أراد المسؤولون. الاجتماع الشهري ومن الاشياء الايجابية هذا الموسم اقامة الاجتماع الشهري للحكام بعد نهاية كل جولتين بعد ان كان شهريا ويقام بعد نهاية 4 أو 5 جولات ما يفقد أهمية انعقاده، وكذلك الوقوف على بعض الاخطاء وتطويرها. كما قامت اللجنة في الاجتماعين الماضيين بقياس الوزن والطول, لكن ينبغي تطوير الاجتماع من خلال اقامة محاضرات وتمارين واجراء اختبارات لياقية مفاجئة للوقوف على المستوى اللياقة للحكام.