×
محافظة المنطقة الشرقية

أيدي غانم ينفي خبر زواج وائل كفوري من أحلام حجي

صورة الخبر

نتحدث كثيرا عن المغرر بهم، ولا أدري لماذا يقتصر ذلك على المتشددين، ولا يشمل القاتل، والسارق، والعاق، اذ يفترض أن من يحمل عقلا في رأسه، يكون مسؤولا عن تصرفاته، وبالتالي فهو اتخذ قراره بنفسه، وهو في كامل وعيه، وعندما نتحدث عن هؤلاء المغرر بهم، فإن أصابع الاتهام تتجه فورا إلى بعض الوعاظ الذين تخصصوا بذلك، منذ حرب أفغانستان، ولا يزالون يمارسون تحريضهم، في الوقت الذي تزداد فيه تجارتهم، وأسلوب حياتهم المرفه، وحرصهم على مباهج الدنيا، كالسفر إلى البلاد الغربية، والتطبب في أرقى المستشفيات، والسكنى بأفخم القصور، وحيازة أجمل، وأروع ما تنتجه الحضارة الغربية من وسائل متقدمة، ولم يسبق - يا للمفارقة - أن جاهد أي من أبناء هؤلاء الوعاظ، أو حتى أقربائهم إلى الدرجة الثالثة!. هذا كله صحيح، ولكن هناك فئة لها دور كبير في ذهاب الشباب «المغرر بهم!» إلى مواطن الفتن، واستغلال حماسهم، من قبل أجهزة استخبارات، ومنظمات دولية، لتحقيق مآرب لا علاقة لها بالدين، وسنامه الجهاد، لا من قريب، أو بعيد، اذ يبدو أننا نغفل دور الأسرة، فمن تتم تربيته تربية سليمة، في بيئة معتدلة، لا يمكن أن يغرر به كائنا من كان، وقد لاحظت، ولاحظ غيري أن معظم من يذهبون إلى ما يسمى بالجهاد ينتمون إلى أسر متشددة، وربما أن بعض هذه الأسر تشجع أبناءها على ذلك، فقد تبين أن أهم عضو في إحدى الخلايا الإرهابية، والتي تم القبض عليها مؤخرا، كان قد أرسل أبناءه إلى سوريا، وانتشرت صورة لأحدهم، وهو يحمل رأسا مقطوعة!!، وبمعنى آخر فإن من يتم التغرير به - اذا كان هناك تغرير - هو رب الأسرة، أو ربتها، فلا زلنا نتذكر أن احدى النساء جهزت ابنها، ذي الستة عشر عاما، وأرسلته إلى سوريا، وقد ظهرت صورته بعد ذلك، وهو متمنطقا بالسلاح، والأحزمة الناسفة، ثم أقامت حفلا ضخما لصديقاتها بهذه المناسبة السعيدة!!. نعم، هناك وعاظ يحرضون، ولكن فتش دوما عن الأسرة، وعن التربية، ولم لا نحسن الظن، ونقول إن أبناء هؤلاء الوعاظ المحرضين لا يذهبون لمواطن الفتن، لأن آباءهم المحرضين قاموا بتربيتهم تربية حسنة، وبالتالي فإن تحريض آبائهم لا يؤثر فيهم، وما أريد أن أصل إليه هو أن هناك محرضين، ومتاجرين بالدين، إما بدون قصد، أو بسوء نية، ولكن المحرك الرئيس لمعظم هؤلاء الشباب الذين يبيعون أنفسهم للشيطان، ويذهبون إلى ما يسمى بالجهاد هم نتاج أسر متشددة، ولم تحسن هذه الأسر تربيتهم، أو أنها ربتهم على التشدد، وربما أن هذه الأسر تفاخر بما يقومون به من أعمال شيطانية، فاللهم الطف بنا، واهد الضال منا!.