طالب قراء "الاقتصادية" باتخاذ إجراءات ملموسة وحقيقية لإنهاء تكرار الأحداث المؤسفة التي يذهب ضحيتها المواطنون من جراء الحفر والآبار المكشوفة التي لم تجد من الجهات المعنية اهتماماً كاملاً - على حسب تعبيرهم. جاء ذلك في تعليقات القراء على المنشور في الصحيفة أمس بعنوان "أمانة جدة تتملص من الحادثة .. ولجنة للتحقيق"، حيث علق القارئ هاشم "السؤال المطروح والمهم: متى يتوقف نزيف الدم وضحايا الآبار؟ وسمعنا كثيرا على لجان مشكلة من الدفاع المدني ووزارة الزراعة والأمانة من أجل حصرها وردمها.. إلا أن اللافت استمرار وجودها". واعتبر القارئ أبو خالد أن الإجراءات البطيئة حيال إنهاء ردم وإغلاق الحفر والفوهات هي سبب مباشر في تكرار هذه الحوادث المؤلمة، مطالباً بأن تحال عمليات الإغلاق إلى جهة واحدة تتمثل في الدفاع المدني الذي عليه أن يقوم بعمليات الردم، وعلى الأمانات إشعار الجهات سواء الخاصة أو الحكومية بما تم فقط". وكان الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وجه بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في حادثة غرفة "المنهول" الصحية الواقعة بجوار أحد المراكز التجارية في شارع التحلية في جدة، التي نتج عنها وفاة طفل ووالده إثر سقوطهما فيها فجر أمس الأول الخميس، والرفع له بتقرير مفصل حول ملابسات الحادثة ووقائعها. وقدم أمير منطقة مكة المكرمة عزاءه ومواساته لأسرة الفقيدين، معربا عن أسفه وحزنه الشديد جراء ما حدث، سائلا الله لهما الرحمة والمغفرة ولذويهما الصبر والسلوان. من جهتها، أكدت هيئة حقوق الإِنسان ضرورة تقديم المسؤول عن حفرة الصرف الصحي في حادثة سقوط المواطن وطفله ووفاتهما، للمحاكمة سواء كانت هذه الحفرة ملكية خاصة أو عامة. وقالت "تتابع الهيئة بفرعها في منطقة مكة حادثة شارع التحلية، وتتواصل مع الجهات الرقابية والعدلية لمتابعة إجراءات تقديم المتسبب في الحادث للعدالة". وأضافت "ستتابع الهيئة مع وزارة الشؤون البلدية آلية الرقابة التي تطبقها أمانة كل مدينة للتصدي لمثل هذا الإهمال غير المبرر". من جانبها، أوضحت أمانة محافظة جدة أن الحادثة وقعت صباح أول أمس الخميس أمام أحد المراكز التجارية في شارع اﻷمير محمد بن عبد العزيز، حيث سقط الطفل في غرفة الصرف الصحي التي يبلغ ارتفاع فوهتها عن سطح الأرض 50 سم تقريبا، وتقع داخل ملكية خاصة وهي لا تخضع للإشراف أو المراقبة من قبل أمانة محافظة جدة، بل هي مسؤولية الجهة المالكة (المركز التجاري) علما أن التحقيق جارٍ حاليا بمشاركة الجهات الحكومية المختصة. يأتي ذلك بعد أن لقي طفل عمره خمس سنوات ووالده في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي مصرعهما بعد سقوط الطفل في خزان صرف صحي ولحق به والده في عملية إنقاذ أدت إلى وفاته. تأتي تفاصيل الحادث في بيان أصدره الدفاع المدني على لسان العقيد سعيد سرحان المتحدث باسم الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة الذي قال "في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي انتقل إلى رحمة الله تعالى طفل ووالده نتيجة سقوط الطفل في خزان صرف صحي ونزول والده في عملية إنقاذ لابنه، وتفيد المعلومات التي جمعها فريق التحقيق في مدني جدة أن الطفل خمس سنوات كان برفقة والديه أمام أحد المراكز التجارية وأثناء سيرهم على الأقدام تقدمهم الطفل خطوات وتعثر في عتبة خاصة بفتحة خزان صرف صحي دائرية الشكل (مفتوحة) قطرها 90 سم تقريبا بينما تبلغ أبعاد الخزان 6 × 12 مترا وبعمق يراوح من مترين إلى ثلاثة أمتار، ليسقط الطفل بداخل الخزان أمام والديه، ويسارع والده في العقد الثالث من العمر بالنزول خلف ابنه محاولا إنقاذه، وفي هذه الأثناء لم يكن لوالدة الطفل إلا طلب النجدة لإنقاذ ابنها وزوجها من وسط خزان الصرف الصحي ليهرع إليها عدد من المواطنين الموجودين في منطقة الحادث محاولين نجدتها، وفي تلك اللحظات، صادف مرور دورية أمنية توقفت على الفور وترجل منها العريف ياسر علي الغامدي الذي سارع بالنزول إلى فوهة "المنهول" مخاطرا بحياته ومحاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبجهد كبير استطاع انتشال الأب الممسك لحظتها بابنه ذي السنوات الخمس، ونظرا للمواد والغازات السامة التي تفقد الشخص القدرة على التحكم داخل خزان الصرف سقط الطفل من يد والده ليعود من جديد لتغمره المياه الآسنة داخل الخزان.