إن الانتشار الكبير لقنوات الشعر الشعبي على حساب شعر الفصحى يعتبر دماراً كبيراً يقترفه شعراء الشعر الشعبي من خلال قنواتهم وحفلاتهم، وهذا بالطبع يكرِّس للعامية على حساب الفصحى، لأنها لغة العامة وأصبح هناك تجاهل كبير للشعر الفصيح وهو شعر لغتنا العربية. فمن يلاحظ ويحضر الاحتفالات والمناسبات وقنوات الشعر الفضائية يجد أنه ليس هناك حضور للشعر الفصيح وقلة هم من يتذوقونه. حتى إنه عندما يعلم أحد عن شخص بأنه شاعر يسعد به ولكن عندما يتبين له أن شعره شعر فصيح يبدأ في الانسحاب معتقداً أن الشعر الفصيح لا يفهمه أحد. والسوق بطبعه يعتمد على العرض والطلب، والطلب لا يعني دائماً جودة السلعة، والمجتمع يقف دائماً مع ما يفهمه ويتذوقه بسهولة ويسهل عليه هضمه، ولو ساهم الجميع في نشر الشعر الفصيح لتذوقه الناس وبدأوا في فهمه. إن تقويض الشعر الفصيح يعود سلباً على اللغة العربية، كما أن الشعر العامي الشعبي يدعو للعصبية القبلية والبعد عن الوحدة الوطنية. ولو ساهم المجتمع والمسؤولون والقنوات الفضائية في نشر الشعر الفصيح لأدى ذلك إلى توسُّع اللغة الفصحى وعدم اندثار اللغة العربية بين أجيالنا. ونرى في بلاد الشام التي تضم سوريا والأردن ولبنان وفلسطين وكذلك في بلدَيْ النيل مصر والسودان مراكز ودور نشر تهتم بشكل كبير باللغة العربية الفصحى، وشعراؤهم لا يتكلمون إلا بالشعر الفصيح، ونحن أبناء الخليج مصدر اللغة العربية الأولى كان من الأفضل أن نهتم بلغتنا وشعرنا الفصيح أكثر من غيرنا. يقول الشاعر: عربٌ ويا حسرة الفصحى بمنطقهم وأهل ضاد وشيخ الحي مرطان همسة: أتمنى أن أرى قناة واحدة للشعر الفصيح، واهتماماً بشعراء الفصحى، فهم شعراء فعلاً مبدعون بلغة الضاد.